أجرى الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أمس الخميس بمقر المجلس، مباحثات مع "Nguyen Thi Kim Ngan"، رئيسة الجمعية الوطنية لفيتنام، التي تقوم حاليا بزيارة رسمية إلى بلادنا على رأس وفد هام. في بداية اللقاء، ثمن رئيس مجلس النواب، حسب بلاغ للمجلس، الروابط التاريخية المتينة التي تجمع البلدين والشعبين، اللذين يخلدان هذه السنة الذكرى ال 58 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما، وقال إن "البلدين لديهما تاريخ حافل في الكفاح من أجل الاستقلال والحفاظ على الوحدة الترابية، وفيتنام شريك جدير بالثقة، وبلدانا يتقاسمان المبادئ والقيم نفسها". وأوضح المالكي أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد حيوية متميزة في السنوات الأخيرة، وأن زيارة رئيسة الجمعية الوطنية لفيتنام إلى المغرب، التي تعتبر الأولى من نوعها إلى بلد إفريقي، "تأكيد على قوة هذه العلاقات، وعلى أن المغرب بمثابة بوابة للقارة الإفريقية، كما تعتبر فيتنام بوابة لمنطقة جنوب-شرق آسيا". وسجل رئيس مجلس النواب التطور الملحوظ الذي تعرفه فيتنام على كافة المستويات، وفي المجال الاقتصادي والسياحي والمؤسساتي على الخصوص، مبرزا الإمكانات الكبيرة للاستفادة المتبادلة من التجارب الناجحة بالبلدين والفرص المتعددة لتوطيد التعاون بينهما في كافة المجالات. ونوه في السياق ذاته بالتنسيق المستمر والعمل المشترك للبلدين في المحافل الدولية، مشيدا بالموقف الإيجابي لفيتنام من قضية الوحدة الترابية للمملكة، لافتا إلى أن مجلس النواب تقدم بطلب الانضمام للجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق آسيا كعضو ملاحظ بهدف تعزيز علاقات التعاون والتضامن مع بلدان المنطقة. وعلى الصعيد البرلماني، أكد رئيس مجلس النواب أن العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين تتعزز بشكل مطرد منذ التوقيع على اتفاقية للتعاون البرلماني بينهما نهاية سنة 2017، مشيرا إلى أن فيتنام هي أول بلد من آسيا يبرم معه مجلس النواب اتفاقية مماثلة. وأبرز أهمية إعطاء مزيد من الدينامية لعمل مجموعة الصداقة البرلمانية بين البلدين، عبر الحرص على انتظام اللقاءات بين أعضائها حول مواضيع محددة، وعلى تبادل المعلومات حول المستجدات بالمؤسستين التشريعيتين، وكذا تقوية القدرات المؤسساتية للمجلسين عبر تكثيف تبادل الزيارات والخبرات والتجارب. من جهتها، أعربت رئيسة الجمعية الوطنية لفيتنام عن الإعجاب بالتنوع الثقافي والحضاري الذي يميز المملكة، وأوضحت أن زيارتها الحالية إلى بلادنا على رأس وفد هام تعبر عن إرادة فيتنام لترقية علاقات الصداقة والتعاون متعدد المجالات مع المغرب. وأضافت أن "العلاقات بين البلدين جيدة على جميع المستويات السياسية والديبلوماسية وغيرها"، وأردفت: "نحن نتابع التقدم الكبير الذي يعرفه المغرب ونقدر مكانته المتميزة وريادته في القضايا الدولية، ومنها على الخصوص مساهمته الفعالة في مجال الهجرة وفي المصادقة على الميثاق العالمي من أجل هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة". وأوضحت رئيسة الجمعية الوطنية لفيتنام أن زيارتها الحالية على رأس وفد برلماني يضم أعضاء من الحكومة ومن عمداء المدن، ستعرف التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثنائي بين البلدين واتفاقيات للتوأمة بين عدد من المدن، مبرزة رغبة بلادها الأكيدة في توطيد التعاون مع المغرب. واقترحت في هذا الصدد إحداث منتدى مشترك لنساء ورجال الأعمال، ولجان خاصة بالتعاون التجاري والصناعي، وتعزيز الشراكة في المجال البنكي، واستغلال الإمكانات الكبيرة بالبلدين في المجال الفلاحي ومجال صناعة النسيج على الخصوص. كما أعربت عن عزمها الدفع بالعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين إلى فضاء أرحب من التعاون والتشاور، وكذا تفعيل عمل مجموعة الصداقة البرلمانية الفيتنامية-المغربية بالجمعية الوطنية لفيتنام. وأكدت دعمها لطلب المغرب الانضمام للجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق آسيا كعضو ملاحظ، وقالت إن "المغرب صديق كبير، والمغاربة ساهموا في تحرير فيتنام خلال المرحلة الاستعمارية، ويوجد بهانوي باب بناه المغاربة يشهد على الإرث التاريخي المشترك بين الشعبين". وقد حضر هذا اللقاء على الخصوص سفير المغرب بهانوي عز الدين فرحان، وسفير الفيتنامبالرباط Tran Quoc Thuy، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية-الفيتنامية بمجلس النواب سعيد ضور.