في إطار برنامج زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، إلى جمهورية الفيتنام الاشتراكية بدعوة من نظيرته الفيتنامية رئيسة الجمعية الوطنية للفيتنام، استُقبل الحبيب المالكي رفقة عز الدين فرحان، سفير المملكة المغربية بهانوي، من طرف Nguyen Xuan Phuc، الوزير الأول للحكومة الفيتنامية مساء يوم الثلاثاء19 دجنبر 2017. بعد كلمات الترحيب الكبير والحفاوة الكريمة المعبر عنها من طرف Nguyen Xuan Phuc، الوزير الأول الفيتنامي، للحبيب المالكي والوفد المرافق له، تناول الكلمة رئيس مجلس النواب معبرا عن تقديره لمستوى الاستقبال والحفاوة الصادقة خلال كل أيّام الزيارة، شاكرا حكومة وبرلمان جمهورية الفيتنام الاشتراكية على الاعتبار والتقدير الكبيرين اللذين غمرا بهما الوفد المغربي. وأكد المالكي للوزير الأول الفيتنامي أن هناك مؤشرات عديدة تبرهن على عمق العلاقة وتكاملها بين الشعبين المغربي والفيتنامي، فالذاكرة والمقاومة من أجل عزة الوطن واستقلاله محور مترسخ في المشترك الجمعي بين شعبينا، «ولا أدل على ذلك – يضيف المالكي- من تلك الملحمة التي جسدها الجنود المغاربة بالفيتنام، بالقتال جنبا إلى جنب في خندق واحد مع المقاومين الفيتناميين، وتظل المعلمة التي شيدها الجنود المغاربة (باب المغاربة) شاهدة إلى اليوم على عمق العلاقة بيننا». و في ما يتعلق بالحاضر والمستقبل، أكد رئيس مجلس النواب أن للبلدين طموح مشترك من حيث التوجهات العامة الاقتصادية، إذ يسعيان إلى أن يصبحا من البلدان الصاعدة، فالفيتنام مفتوح على أوراش كبيرة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمغرب كذلك، من خلال المشروع الضخم للتنمية في مختلف أبعادها، وهو الأمر- يشير الحبيب المالكي- الذي يساعد على شراكة قوية بين البلدين نتيجة للإمكانيات الكبيرة في مختلف المجالات: الفوسفاط، الطاقات المتجددة، التكنولوجيات الجديدة والمعلوميات، الأبناك، السياحة… وغيرها من القطاعات الحيوية للمغرب والتي يمكن الاعتماد عليها بناء على دراسات مدققة من أجل مضاعفة المعدل الضعيف للمبادلات التجارية بين البلدين. وعلى المستوى الدولي أكد الحبيب المالكي أن البلدين هم أعضاء في منظمة التجارة» OMC «مما يوضح أن الفيتنام منفتحة اقتصاديا وتقبل بالقواعد المنظمة للعلاقات الاقتصادية العالمية بإيجابياتها وسلبياتها، ونفس الأمر بالنسبة للمغرب، وهو ما يساعد على التعاون المشترك بين البلدين. بعد ذلك اقترح رئيس مجلس النواب على الوزير الأول الفيتنامي إمكانية انفتاح رجال الأعمال على بعضهم البعض وتعدد الزيارات بين المسؤولين الحكوميين في ما بينهم، والذي من شأنه أن يسرع ويوسع، بل ويوطد الشراكة الحقيقية بين المملكة المغربية وجمهورية الفيتنام الاشتراكية. من جانبه ثمن Nguyen Xuan Phuc، الوزير الأول الفيتنامي، كل ما تقدم به رئيس مجلس النواب، وشكره على وجاهة التشخيص وجدية الاقتراحات وأكد» نحن مهتمون بعلاقاتنا مع المغرب» مضيفا أن «المغرب بفضل موقعه الجيواستراتيجي يعتبر بوابة لأفريقيا، وفي الجانب الآخر فالفيتنام هي بوابة لآسيا، وهو الجانب الاستراتيجي الذي يسهل العمل بيننا وفق مصالح متبادلة. وأكيد – يضيف الوزير الأول- بانفتاحنا على بَعضنَا البعض سنضاعف معدل المبادلات التجارية بيننا إلى خمس مرات على الأقل»، وفِي هذا الإطار ذكر Nguyen Xuan Phuc أن الإرادة السياسية مهمة في هذا المجال ولكن يجب تدعيمها بمبادرات عملية مشتركة، وهو ما سيتم خلال سنة 2018 حيث ستلتئم اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، إذ وجب العمل على التسريع من وتيرة التجسيد الفعلي والميداني للاتفاقات السياسية بين الدولتين. وبالمناسبة أكد الوزير الأول الفيتنامي لرئيس مجلس النواب أنه سيوقع خلال الأيام القليلة القادمة مختلف المراسيم الحكومية لدراسة كل إمكانيات الشراكة مع المملكة المغربية، مشددا أن التعاون بين السلطتين التنفيذيتين يجب أن يرقى ويدعم التعاون بين المؤسستين التشريعيتين للبلدين، وطلب بالمناسبة من سفيري البلدين متابعة كل الخطوات والعمل في اتجاه المساعدة على أجرأة كل الاتفاقات بين المغرب والفيتنام.