أثْنى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، على "إخْوانه في الدعوة الإسلامية" الذينَ قاموا ب"مجهودات خلال مشوار ال40 سنة الماضية،" من دعاة وأئمة، وأسهموا في جعل التّدين منتشراً داخل المجتمع وواضح أكثر"، وأضاف: "نلاحظُ في مجتمعنا مظاهر التدين لم تكن في السابق، وهذا يدخلُ علينا السّرور". الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية أوردَ، في خرجة إعلامية جديدة بثت على صفحته الرسمية ب"فيسبوك"، أنَّ "الحركة الإسلامية المغربية أنْتجت نوعا من الالتزام الديني؛ إلا أنّ انتشار التدين لم يصل إلى مجال الاستقامة الفردية في القيام بالواجبات بإخلاص كبير، وهذا أمر ضروري"، وفق تعبير بنكيران. وعادَ بنكيران، في كلمته أمام عدد من المتعاطفين، إلى فترة رئاسته للحكومة وقال: "قبل أن أصير رئيس الحكومة كنت أطالبكم بالاستقامة وبضرورة أن نخدم وطننا وشعبنا، وقد وقفت على ذلك وأنا في مكتب الرئاسة، حيثُ إنَّ الموظف يجب أن يحب بلده ويجتهد ويضحي وأن يتفانى في خدمة وطنه"، معتبراً أنَّ "مطالبة الناس بحقوقها أمر طبيعي لكن شرطَ أن تقوم بواجبها". والإسلام، حسب بنكيران، "يدعونا إلى القيام بالواجب ثم المطالبة بالحقوق في المرتبة الثانية"؛ لأن "الإنسان لا يجبُ أن يكون متديناً في أشكال الإسلام فقط وإنما في كل جوانب الحياة، وأن يكونَ مستقيماً في الصغيرة والكبيرة وفي علاقته بالمواطنين وألا يكون متدينا في أشكال الإسلام مثل اللحية"، وفق تعبيره. ودعا بنكيران إلى بعث روح جديدة في الحركة الإسلامية وحزب العدالة والتنمية، وأضاف: "يجب أن نبعث روحا جديدة في الحركة والحزب، إذا استطعنا في ذلك من سبيل، حتى يصير المغرب كما نعرفه صالحاً لأبنائنا، وحتى نلقى الله ونحن مطمئنين؛ لأنه لا يمكن للإنسان الذي يغش في عمله وفي شغله أن يكون مطمئناً لآخرته وخَّا يْكُونْ كايتوضَّا وكايْصَلّي لأنَّ الاستقامة كلٌّ لا يتجزأ". وقابلَ رئيس الحكومة السابق بينَ ما تقوم به الراهبات الشّابات الجميلات في إيطاليا اللواتي يُسافرن إلى "فيافي" إفريقيا ليقمْن بأعمالهنَّ، على الرغم من الظروف الصعبة، حيثُ إنَّ منهنَّ من تفضّل البقاء حتى يأتيها الأجل، وبينَ الذين يرفضون الاشتغالَ في مناطق نائية في المغرب بمبرّر "الابتعاد عن الأسرة أو البيت". وأقرَّ بنكيران بوجود مشاكل في قطاعين أساسين هما التعليم والصحة؛ لكن، حسبهِ، "ممكن أن نتجاوزها بتضافر الجهود وإذا قمنا بواجبنا"، مشيراً بقوله "المغرب خصو لي يجرْ ماشي لي يركبْ"، مقدماً لوما شديداً لنفسه لما كان أستاذاً لمادة الفيزياء "خرجت من التعليم في الثمانينات.. صحيح لم أكن أستاذاً كما يجب أن يكون كان لي بعد التقصير الله يسْمحلينا". وخاطبَ بنكيران المغاربة كمسلمين مؤمنين أن يخدموا بلدهم، وزادَ: "المغرب مزيان مقارنة بالدول الأخرى، ونريده أن يكون أفضل، حيتْ نهار جا الملك وقال "شيء ما ينقصنا"، فأكيد أنَّ هناك بعضاً من الأمور يجبُ أن تُصحح".