قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن المغرب انخرط في نقاش تقرير المصير خلال المائدة المستديرة الثانية "لتوضيح المغالطات التي كانت ترافق هذا المطلب، وحتى نضع حداً للأحلام والأساطير التي تروج لها جهات معينة". وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء المائدة المستديرة الثانية اليوم الجمعة بضواحي جنيف، برعاية المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، أن من ربط مبدأ تقرير المصير باستقلال الأقاليم الجنوبية "كان يخدع الناس". وأورد المسؤول الحكومي أن "لا أحد خلال المناقشات التي جرت على مدى يومين قدم دليلا على أن تقرير المصير وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي يعني الاستفتاء"، وجدد التأكيد أنه لا حل لنزاع الصحراء إلا في إطار السيادة المغربية. "نقاش تقرير المصير اليوم في المائدة المستديرة الثانية كان مهما جعل الجميع أمام تحمل مسؤولياته وفضح الخطابات المغلوطة التي كانت تروج في المخيمات"، يقول وزير الخارجية المغربي، الذي قطع الشك باليقين مؤكدا أن "تقرير المصير هو أن تمنح الساكنة الحق في تطورها على المستوى الاقتصادي والتنموي، وللحفاظ أيضا على خصوصية المنطقة الثقافية، وهو الأمر الموجود ضمن مقترح الحكم الذاتي". وتابع بوريطة، جوابا على أسئلة الصحافة، أن "الحكم الذاتي هو مطابق مائة بالمائة لمبدأ تقرير المصير، وهذا الأخير لا يعني قطعيا الاستفتاء أو الاستقلال، وإنما يعني حلا في إطار الحكم الذاتي"، وزاد أن "الشرعية موجودة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وليس فوق الأراضي الجزائرية، لأن 80 في المائة من ساكنة الصحراء توجد بأقاليمنا الصحراوية". وعبر بوريطة عن أسفه لعدم التجاوب مع المقترحات العملية التي يقترحها المغرب، لكنه شدد على أن الرباط لديها "الثقة بأن الوضع الإقليمي وتطلعات شعوب الدول الخمس باتحاد المغرب العربي وما يطلبه منا شركاؤنا، سواء الأفارقة أو الأوروبيين، سيشجع على بناء الثقة والتعامل بشكل بنّاء مع النزاع في إطار الرؤية نحو اندماج إقليمي". وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي شدد على أن مشاركة المغرب في اللقاء جاءت وفق مرجعيات وثوابت معروفة مرتبطة بالسيادة على كافة ترابه للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي حسب الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن 2440 المعتمد في أكتوبر الماضي. واستطرد المصدر ذاته بأن اجتماع "جنيف 2" كرس لأول مرة العناصر الضرورية لحل هذه القضية وفق قرارات مجلس الأمن، موضحا أن "المادة الثانية من القرار 2440 تؤكد أن الحل يجب أن يكون واقعيا وعمليا، وما هو ليس واقعي وعلمي فهو مستبعد، ولا يشير هذا القرار ولا مرة واحدة إلى الاستفتاء، وبالتالي فما يقوله المغرب متطابق تماما مع قرارات الأممالمتحدة". في مقابل رؤية البوليساريو لتقرير المصير التي تتعارض مع قرارات الأممالمتحدة، شرح بوريطة أن "الحكم الذاتي هو حل واقعي وعلمي مبني على التوافق، وهو حل يضمن الديمومة ويتماشى كليا مع مبدأ تقرير المصير كما هو مؤكد في أدبيات الأممالمتحدة وممارساتها والقرارات المتعلقة بالصحراء المغربية". وتطرق الوزير المغربي إلى دلالات حضور ممثلي الأقاليم الجنوبية في اجتماعات المبعوث الأممي، مشيرا إلى أن مشاركتهم كانت بشكل مكثف وتدخلوا في كل نقاط جدول الأعمال للتأكيد على أن "تمثيلية الساكنة وصوتها يحملهما ممثلوها الشرعيون، وليؤكدوا أن عناصر النموذج التنموي التي دشنها المغرب خلقت دينامية كبيرة في هذه الأقاليم".