تخليداً واحتفاء بالقطار فائق السرعة "البراق"، جرى يوم الخميس بالرباط، الكشفُ عن إصدار بريدي جديد مخصص للقطار المغربي "TGV"، بحضور كلّ من محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وأمين بن جلون التويمي، المدير العام لمجموعة بريد المغرب. ويأتي إصدار هذا الطابع البريدي، حسبِ المنظمين، في ظرفية ملائمة، إذ "يندرجُ ضمن برنامج هواية جمع الطوابع البريدية "المغرب يتحرك" لبريد المغرب؛ فبصفته مؤسسة مواطنة، فإن مجموعة "بريد المغرب" تدعمُ جميع المشاريع الكبرى المهيكلة التي تسرع الربط بين أقاليم المملكة، وتسهمُ في خلف المزيد من القيمة والثروة المضافة للبلاد". وفي هذا الإطار، يأتي إصدار الطابع البريدي "البراق" كامتداد لتقاليد هواية جمع الطوابع التي اعتمدها بريد المغرب في إطار علاقته التاريخية مع المكتب الوطني للسكك الحديدية؛ فمنذ سنة 1948 تم تخصيص طابع بريدي للقطار المغربي. كما توالت إصدارات أخرى منتظمة لطوابع بريدية للنقل سنة 1966، ثم للخط السككي الوحدة سنة 1982 والقطار سنة 2010 وكذا الطابع التذكاري بمناسبة الذكرى الخمسينية للمكتب الوطني للسكك الحديدية سنة 2014. ويندرجُ "البراق"، الذي جرى تدشينه يوم 15 نونبر 2018 من لدن الملك محمد السادس، ضمن التحولات الرئيسية التي شهدتها الشبكة السككية الوطنية، ويعتبرُ ملحمة لم يسْبق لها مثيل في تاريخ النقل السككي. ويشكل هذا القطار المرحلة الأولى من المخطط المديري لتطوير الشبكة على المديين المتوسط والبعيد، ويقدم استجابة للنمو المضطرد الذي تعرفهُ حركية الأشخاص كما يوفر تجربة جديدة وغير مسبوقة للسفر. "وبعدَ عدة سنوات من العمل المكثف على جميع المستويات، لا يسعنا إلا أن نفتخر ونؤكد أن البراق هو اليوم أكثر من مجرد قطار، نظراً للتحديات الحقيقية التي واجهها على الصعيد البشري والتقني والتكنولوجي والبيئي والاجتماعي والعقاري واللوجستيكي. إضافة إلى ذلكَ، فمنذُ مرحلة تصميمه وحتى دخوله حيز الاستغلال، فإن البراق تأثيرات إيجابية متعددة الجوانب"، يقول المنظمون. وكان الملك محمد السادس قد أطلق اسم "البراق" على القطار فائق السرعة، تلك المطية ذات الأجنحة المعروفة بالسرعة والسفر، ويحملُ البراق شحنة من المعاني والقيم القوية، إضافة إلى كونه اسما تجارياً ذا بعد ثقافي قوي لمشروع مغربي يعتبر مفخرة أمة بأكملها وإنجازاً فريداً من نوعه على صعيد القارة الإفريقية". وفي هذا الصدد، أوردَ محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أنَّ هذه الطوابع تؤرخ لحدثٍ هام الذي عرفته بلادنا، ويتعلق الأمر بقطار فائق السرعة"، مشيراً إلى أنّ "هذا لقطار يندرج ضمن المشاريع المهيكلة لبلادنا تحت قيادة الملك محمد السادس، حيثُ أنه وبعد الأشهر الأولى للاستغلال التجاري عرفَ "البراق" إقبالاً كبيراً ونسبة الملء تتراوح 70 في المائة؛ وهو ما دفع إلى الزيادة في العرض ب 10 قطارات في الذهاب و10 في الإياب". وأضاف الخليع، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "منذ انطلاقتها الناجحة، أقلت قطارات "البراق"، خلال الثلاثة أشهر الأولى من استغلالها، أزيد من 600 ألف مسافر وعكست التطور الذي أحرزه قطاع السكك الحديدي لتسجيل دخول المغرب والمغاربة عصر جديد". من جانبه، أكد "بريد المغرب" دور الطوابع البريدية بصفتها شاهداً على تطور البلاد ومواكباً للأحداث الهامة للوطن، عبر تكريم المشروع المهيكل للخط فائق السرعة، والذي يندرجُ في إطار استمرارية تطور شبكة السكك الحديدية المغربية، كقاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادنا". وقالت إكرام الطيبي، رئيسة قسم الطوابع البريدية ببريد المغرب، إن "النشاط يتعلق بتخليد تاريخي للقطار فائق السرعة الذي تم إطلاقه رسمياً أواخر السنة الماضية، متوقفة عند "الشراكة التي تجمع بين السكك الحديدية وبريد المغرب التي تعود إلى عشرات السنين"، موردة أنَّ "بريد المغرب كان يستخدم القطار لإرسال الرسائل قبل أن يستعمل الطائرة والطرق السيارة واليوم تتأكد هذه الشراكة عبر هذا الإصدار الذي يواكب من خلاله بريد المغرب أحد أكبر المشاريع التي شهدها المغرب في ظل القيادة الملكية".