قال عبد الصمد مطيع، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن "المهن الإعلامية تتطلب مهارات عالية على مستوى الكتابة والسرد والحكي والتحليل والاندماج داخل روح الفريق، وهذا ينطبق كذلك على المهن الجديدة للإعلام"، مشيرا إلى أن "الواقع أفرز وظائف جديدة مرتبطة بالتقنية مثل صحافة الموبايل وتدقيق الأخبار، وغيرها من اللواتي شكلن فرصة أمام خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال". وأضاف مطيع، في ندوة عقدتها جمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال، مساء اليوم الأربعاء، أن "البراعة أساسية ككفاءة مهنية، خصوصا في مجال المهن الجديدة"، مشددا على أنه "بات من اللازم مراجعة التداريب ومناهج التكوين، بعد تقييمها"، وزاد بأن "الطلبة يحتاجون إلى التكوين الذاتي على مستوى مواكبة التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال". وأردف المتحدث أن "الحاجة إلى الصوت والصورة والنص ضرورية جدا"، لافتا إلى أن "الكفاءات المتخصصة نتيجة حتمية للتطور الرقمي"، مشيرا إلى أن "الصحافة أصبحت منفتحة على العديد من المهن الأخرى، فعمل الصحافي مرتبط بالتقني بشكل كبير". وقال أسامة أبرشا، مدير صفحة "موستاشو" على موقع فايسبوك، إن "الإلمام بجميع جوانب الإعلام بات واجبا"، مشيرا إلى أن "الاشتغال في المهن الجديدة بعد دراسة الصحافة تختلف كثيرا عن ممارستها من زاوية التقنيين"، موضحا أن تجربته انطلقت مما درسه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وجاء أيضا بأمور مرتبطة بالتواصل وطبقها على مستوى الصحافة. وأضاف أبرشا، في الندوة التي عنونت ب"المهن الجديدة في الإعلام والاتصال"، أن "الصحافة عليها أن تعرف ماذا يريد الناس"، لافتا إلى أن تجربته انطلقت في البداية من أجل الترويج لصورة المغرب على المستوى الدولي، وزاد في سياق آخر أن "التفاهم بين الصحافي والتقني يبقى صعبا بسبب تباعد الخلفيات، لكن في النهاية يجب أن يدركا أهمية التلاقي". وفي السياق ذاته، أوردت فدوى مساط، مديرة منصة "أصوات مغاربية"، أن "المجال الرقمي يتطور بشكل رهيب؛ وهو ما ساعد على خلق مناصب شغل أخرى"، لافتة إلى أن "الصحافي الرقمي عليه أن يجيد مختلف التقنيات"، مستعرضة بعضا من تجربتها الصحافية التي قادتها إلى قناة الحرة، قبل أن تبين أن الصحافة الرقمية أرخص بكثير على مستوى التكلفة من التلفزيون. من جهته، استعاد رضوان الرمضاني، صحافي مغربي، شريط دراسته بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، "حيث لم يكن المد التكنولوجي كبيرا بالشكل الحالي"، مشيرا إلى حصول اكتساح على المستوى الإلكتروني، وزاد: "لكن هذا لا يعني أن كل من يتفاعل أو يصور فهو محسوب على الإعلام". ورصد الرمضاني ما أسماه "عشوائية على مستوى تعريف المنتوج الإعلامي، فالمدرسة الكلاسيكية تجر نحو الخبر بقواعده وأسسه المهنية"، مشيرا إلى أن الأمر تحدّ كبير، فعبارة "الجمهور عايز كدا" غير سليمة؛ لكنها تضمن استمرارية العديد من المنابر". وأوضح المتحدث أن "سؤال الصحافة الأصيلة يفترض أن يكون الصحافي نبيا يمارس المهنة؛ لكن الواقع اختلط فيه الإعلامي بالمؤثر، داعيا الطلبة إلى تفادي صحافة الكسل، التي هي صحافة الفايسبوك".