في أول زيارة رسمية له إلى بلد أجنبي بحثا عن الدعم الدولي والشرعية لنظام عبد العزيز بوتفليقة، طرح رمطان لعمامرة، نائب رئيس الحكومة الجزائري ووزير الخارجية، نزاع الصحراء المغربية ضمن الاجتماع الذي عقده اليوم الثلاثاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحافي مشترك مع سيرغي لافروف بالعاصمة الروسية موسكو، إن الاجتماع مع كبار المسؤولين الروس تطرق إلى "الأوضاع في ليبيا ومالي، وتبادلنا المعلومات حول ملف الصحراء"؛ لكنه لم يكشف تفاصيل أخرى حول موقفه من الملف. ويأتي تحرك لعمامرة، وهو مسؤول أممي لحل النزاعات الدولية، على بُعد ساعات من انعقاد المائدة المستديرة الثانية بين وفود المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا يومي الخميس والجمعة المقبلين في سويسرا. وزير الخارجية الروسي أكد أن تطابق مواقف موسكووالجزائر فيما يخص ضرورة تفعيل الجهود الجماعية وفقا للقانون الدولي في تسوية الأزمات القديمة؛ مثل القضية الفلسطينية ونزاع الصحراء، ورفض المشاريع الأحادية المشبوهة التي يحاول البعض تمريرها، بتعبيره. وكان لافروف عبّر، في يناير الماضي، عن رغبة روسيا في تقديم المساعدة والوساطة للوصول إلى حل لنزاع الصحراء؛ لكنه أكد أنه لا يدعم طرفاً على حساب آخر، إذ قال: "علاقات الصداقة التي تجمعنا مع دول المنطقة ليس لحساب طرف ضد آخر، بل نبحث عن مصلحة الجميع". ونقلت وسائل إعلام روسية أن لافروف أشار، في الندوة الصحافية مع لعمامرة، اليوم الثلاثاء، إلى أن موسكو تدعم جهود هورست كولر، المبعوث الأممي لحل نزاع الصحراء، في إطار القرارات التي يصدرها مجلس الأمن الدولي. وبخصوص الاحتقان الذي تعيشه الجزائر، أعرب لافروف عن رفض روسيا لأي تدخل خارجي في شؤون الجزائر، مشيراً إلى أن موسكو تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في هذا البلد. وقال لافروف: "نتابع تطورات الأوضاع في الجزائر باهتمام، ونحن ضد أي تدخل خارجي في الجزائر، والشعب الجزائري هو من يقرر مصيره بناءً على الدستور". وأردف المسؤول الروسي أن بلاده تدعم خطط الحكومة الجزائريةالجديدة لتحقيق الاستقرار في هذا البلد، وأعلن عن تأسيس "فريق عالي المستوى للتنسيق مع الجزائر في مواضيع السياسة الخارجية". وشدد لافروف "على أهمية التزام باقي الدول بميثاق الأممالمتحدة الذي ينص على عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى"، مقدراً "الجهود التي تبذلها الجزائر للمساهمة في حل الأزمات في ليبيا وفي مالي".