يمتد منتزه أمريكا اللاتينية، الذي تم افتتاحه وسط مدينة فاس في وجه الزوار في غشت من سنة 2015، على مساحة تناهز أربعة هكتارات، وتزين فضاءه مترامي الأطراف تشكيلات نباتية وأشجار متنوعة، كما يسهر على صيانة مغروساته ومختلف مرافقه، بشكل مستمر، عمال متخصصون. ويشكل منتزه أمريكا اللاتينية فضاء استثنائيا وسط مدينة فاس، التي تندر فيها المنتزهات والمساحات الخضراء، حيث يوفر للزوار متنفسا رحبا لما يزخر به من مساحات خضراء، وبركة مائية شاسعة، وتجهيزات مختلفة تؤثث هذه الحديقة، التي حضر تدشينها سفراء فنزويلا وبناما والباراغواي. فضاء استثنائي تم إنشاء منتزه أمريكا اللاتينية وفقا لتصميم هندسي متكامل، ففضلا عن تخصيص جزء كبير منه للمساحات العشبية، لم يتم إهمال المرافق الخاصة بالترفيه، سواء تلك الموجهة إلى الصغار أو الكبار، حيث يتوفر المنتزه على فضاءات مجهزة بألعاب للأطفال، وأخرى مزودة بتجهيزات للرياضة موجهة إلى الشباب وكبار السن. وتزين منتزه أمريكا اللاتينية بركة مائية فسيحة يعيش في مياهها البط والإوز والأسماك، فضلا عن وجود مقهى لاستراحة الزوار، وحدائق بيداغوجية تضم تشكيلة متعددة من الأغراس والنباتات، إلى جانب قفص كبير مخصص لطيور الحمام، وفضاءات لاستقبال الأطفال من مختلف الأعمار. "أزور مساء كل أحد هذه الحديقة الجميلة.. هي مكان رائع للعب الأطفال والتمتع بما تزخر به من مناطق خضراء"، يقول أحد زوار منتزه أمريكا اللاتينية لهسبريس، مشيرا إلى أن طفليه تستهويهما الأجنحة الموجهة للصغار، وأن طيور الإوز والحمام والطاووس، التي توجد بالمنتزه، تثير إعجابهما كثيرا. من جانبها، وصفت إحدى تلميذات الثانوي، تحدثت للجريدة، منتزه أمريكا اللاتينية بكونه الحديقة الفضلى على الإطلاق بمدينة فاس، مضيفة أنها تخرج كل مساء، رفقة زميلاتها، لقضاء بعض الوقت في هذا المنتزه، بحكم تواجده غير بعيد عن منزل أسرتها بمنطقة أكدال وسط مدينة فاس، للترويح عن نفسها أو لمراجعة دروسها. عناية خاصة "تعطي جماعة فاس عناية خاصة لصيانة منتزه أمريكا اللاتينية"، يقول محمد الحارتي، نائب رئيس جماعة فاس، مبرزا، في تصريح لهسبريس، أن هذا المنتزه تسهر على صيانته جماعة فاس في إطار التدبير المفوض. وأضاف أن الجماعة خصصت مسؤولة تابعة لمصالحها لتتبع ومراقبة مختلف الأشغال التي يعرفها المنتزه. ووصف الحارتي منتزه أمريكا اللاتينية بالفضاء الجميل، الذي يحظى بإقبال كبير من طرف ساكنة مدينة فاس، خاصة تلك القاطنة بمقاطعة أكدال، مشيرا إلى أن جماعة فاس تفكر في إحداث منتزهات مماثلة بالعاصمة العلمية لتعزيز المساحات الخضراء بالمدينة. من جانبه، أكد محمد الفلالي، رئيس المساحات الخضراء والأغراس بجماعة فاس، أن منتزه أمريكا اللاتينية مفتوح في وجه ساكنة المدينة بالمجان. وأوضح، خلال حديثه مع هسبريس، أن هذا المنتزه يشكل فضاء متفردا لاكتشاف مئات الأصناف من النباتات والأشجار. واعتبر الفلالي أن منتزه أمريكا اللاتينية، الموجه لخدمة الصغار والكبار، يعد أحسن حديقة عمومية حتى الآن بمدينة فاس، مشيرا إلى أنه صار مكانا مفضلا، ليس فقط للتنزه والترويح عن النفس، وإنما لتنظيم عدد من التظاهرات الرياضية والثقافية والترفيهية.