في الوقت الذي يحتد النقاش حول لغة تدريس العلوم، بين من يدفع باعتماد اللغات الأجنبية وبين من يدفع باللغة العربية، اعتبر لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة، أن "من لا ينفتح على اللغات لا مستقبل له". الوزير الداودي، الذي كان يتحدث اليوم السبت في اللقاء الدراسي الذي نظمته الفيدرالية المغربية للتعليم والتكوين الخاص بالدار البيضاء، دافع بقوة عن اللغة الإنجليزية، مواجها بذلك التيار الفرنكفوني بالمملكة، حيث قال وهو يخاطب مديري مؤسسات التعليم الخصوصية: "من لا يتمكن من اللغة الانجليزية فليحفر قبره، لأنه لا مستقبل له"، قبل أن يعود ليؤكد أن هذا الأمر لا يعني أن اللغات الأخرى غير ضرورية. وتابع الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة إن "اللغة العربية، لغة القرآن، ولا يمكن التخلي عنها وإلا سيكون هناك انفصام في الشخصية، ونحن مجتمع مسلم، والعربية ضروري أن تكون؛ ولكن العلم، الآن، محركه هو اللغة الإنجليزية وليست الفرنسية لأنها تُجُووِزت". وهاجم لحسن الداودي التيار الفرنكفوني والمدافعين عن التدريس بالفرنسية قائلا: "من العبث أن نعلم الأطفال اليوم الفرنسية، اليوم، الإنجليزية هي اللغة العالمية، بالتالي يجب تعليم التلميذ العربية ثم الإنجليزية، وجعل الفرنسية في المرتبة الثالثة؛ لأن هذه اللغة أكل عليها الدهر"، مضيفا "البحوث العلمية ليست فرنسية، بل إنجليزية". وأكد الداودي، الذي خصص كلمته في هذا اليوم الدراسي الذي كان منتظرا أن يحضره كل من سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وسعيد أمزازي وزير التربية الوطنية، للغة الإنجليزية، حيث أكد أن كليات الآداب لا يجب أن تقتصر على تكوين طلبة في لغة واحدة؛ بل يجب أن تفرز طلبة متمكنين من لغتين وأكثر من أجل ولوج سوق الشغل، خاصة بمؤسسات التعليم الخصوصي. ودعا المسؤول الحكومي المستثمرين في التعليم الخصوصي إلى الاستثمار في اللغة الإنجليزية بقوله: "هناك ندرة في المدارس التي تُدرِّس الإنجليزية، وخاص استثمارات في هذا المجال؛ فهو مجال خصب، والآباء يبحثون عنها"، مضيفا وهو يخاطب هؤلاء المستثمرين من أرباب ومديري مؤسسات التعليم والتكوين الخاص "إلى بغيتو ديرو شي أجر في ولاد المغاربة كثروا شويا الانجليزية، فهذا هو توجه العولمة". كما طالب لحسن الداودي، الوزير المنتدب، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي بتكوين الأساتذة ورفع عدد المدرسين باللغة الإنجليزية.