مُسلسل التّصْعيد الميْداني مازالَ محتدماً داخل مبنى ملحقة وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية بالرباط؛ حيثُ أقْدمَ عشراتُ المكفوفين المعطلين، صباح الثلاثاء، على اقتحامِ مقرّ الوزارة الكائن بشارع أكدال، مُهدّدين ب "التضحية بأرواحنا في سبيل مطلبنا العادل والمشروع بالإدماج في الوظيفة العمومية، وتنديداً بوضعية فئة المكفوفين المعطلين". ونفّذ المكفوفون خطوة الاقتحام والاعتصام فوق سطح البناية التابعة لوزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية اسْتجابةً لقرار "التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات"، التي كانتْ قد دعتْ إلى "جعْل من أرواح المكفوفين قرابين لقضيتهم في تضحية جماعية، علَّها تكون سببا للأجيال الصاعدة من هذه الفئة لتحسين ظروفهم المعيشية في هذه البلاد". ورفعَ المكفوفون المحتجون العديد من الشعارات المنددة ب "سياسة الآذان الصماء"، من قبيل: "علاش جينا واحتجينا على التوظيف لي بغينا"، و"ناضل ناضل يا كفيف حتى تحقيق الأمنية"، و"يا كفيف يدك في يدي حتى تحقيق المطالب"، منتقدين "أكاذيب" رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، بسيمة الحقاوي، التي لطالما وعدتهم بأن ملفهم "في طريقه إلى التسوية". وتأتي هذه الخطوة، بحسب المحتجين الغاضبين، "تنديدا بوضعية فئة المكفوفين المعطلين والصمت المُطْبِقْ والإقصاء المجحِف من طرف الحكومة المغربية تجاهنا، واحتجاجا على تماطل الجهات المسؤولة من وزراء وبرلمانيين وغيرهم، الذين ما فتئوا يتملصون من إيجاد حلول جدية، بل فقط وعود كاذبة على مر الأيام". وفي هذا السياق، أكد يونس الرافعي، كفيف معطَّل، أن خطوة الاعتصام تأتي بعد مجموعة من النضالات والاعتصامات التي لمْ تأتي بأيّ جديد يغيّر من وضْع هذه الفئة، وطالب بالإدماج في أسْلاكِ الوظيفة العمومية التي طالما كانتْ محور كل الاحتجاجات السابقة، وقال: "نحن نعاني مع هذه الحكومة التي أرادتْ أنْ تراوغنا بمباراة غير منصفة ولم تأتي بجديد لأنها أقصتْ المناضلين". وأوضح الكفيف المعطل ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الحكومة تعاكس طموحاتنا ولا تريدُ إيجاد حل يسوي وضعنا"، داعياً إلى "الاستجابة الفورية لمطالب التنسيقية أو الشروع في تنفيذ خطوة الانتحار الجماعي، لأننا أعطينا للحكومة ما يكفي من الوقت دون أن تقوم هي بالاستجابة لملفنا المطلبي". وناشد الرافعي الملك محمدا السادس التدخل لإيجاد حل لملفهم، لأننا "ملينا نبقاو في الشوارع، لا يمكننا القيام بأي شيء لأننا مكفوفون، شهاداتنا هي التي تخول لنا العيش الكريم"، وفق تعبيره. من جانبه، هشام حسني، عضو التنسيقية الوطنية، أورد أن الاعتصام جاء من أجل إيجاد حل لمشاكلهم، وطالب ب"التوظيف المباشر لأننا نحمل شواهد عليا والدولة لم تستجب لمطالبنا منذ 2011"، منتقداً "إجراء مباراة لذوي الإعاقة لا معْنى لها، لأنها غير منصفة وشاملة وتُقْصي المكفوفين"، على حد تعبيره.