بعد الضغوطات التي مارستها الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، شرع المغرب ابتداء من يوم أمس الأحد في إعادة مواطنيه الذين التحقوا بالتنظيم الإرهابي في مناطق النزاع بسوريا. وباشرت السلطات المغربية المختصة، وفقا لمعطيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، ترحيل مجموعة تضم ثمانية مواطنين مغاربة كانوا يتواجدون في مناطق النزاع بسوريا، وذلك في "إطار مساهمة المملكة في الجهود الدولية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والوفاء بمسؤولية حماية المواطنين". وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أصدرته أمس الأحد، أن "هذه العملية، التي تكتسي طابعا إنسانيا، مكنت المغاربة المرحلين من العودة إلى بلدهم الأصلي بكل أمان". وأضاف المصدر ذاته أن "هؤلاء المرحلين سيخضعون لأبحاث قضائية من أجل تورطهم المحتمل في قضايا مرتبطة بالإرهاب، تحت إشراف النيابة العامة المختصة". وتأتي عمليات ترحيل "الدواعش المغاربة" في ظل ضغوطات أمريكية واسعة مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الدول التي يتواجد مواطنوها لدى التنظيم الإرهابي، أو معتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية. وكانت الخارجية الأمريكية دعت، في بيان رسمي، الدول المعنية إلى استعادة ومحاكمة مواطنيها المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية. ويقدر عدد الأشخاص الذين ألقت عليهم قوات سوريا الديمقراطية القبض بأكثر من 900 مقاتل أجنبي منذ بدء الحملة العسكرية المدعومة من واشنطن ضد تنظيم "داعش"، منهم عشرات المغاربة. ويرتقب أن يقوم المغرب بإعادة محاكمة هؤلاء العائدين وفقا لقوانين مكافحة الإرهاب الجاري بها العمل في البلاد. وتُشير إحصائيات رسمية صادرة عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية المتخصص في مكافحة الإرهاب إلى أن أكثر من 200 مقاتل مغربي بسورياوالعراق عادوا إلى المغرب وتم تقديمهم إلى المحاكمة العام الماضي. وتحذر أجهزة استخباراتية دولية من خطورة عودة مئات المقاتلين الذين التحقوا بتنظيم "داعش" إلى بلدانهم، وكشف تقرير سابق معنون ب"ما وراء الخلافة: المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين"، أن ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية من العراقوسوريا عادوا إلى بلدانهم الأصلية؛ الأمر الذي يطرح تحديا أمنيا جديدا لعمل الأجهزة الأمنية والمخابراتية. وأظهرت المعطيات الخاصة بالمغرب، في التقرير السابق، أن عدد المغاربة الذين ما زالوا يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، رغم الهزائم التي لحقت به، يقدر بحوالي 500 مقاتل، من أصل 1623 سبق وأن التحقوا ب"داعش" وجماعات إرهابية أخرى بالمنطقة.