دعا حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، أعضاء الحزب إلى التعبئة القصوى لمواجهة التحديات المطروحة على التنظيم حاضرا ومستقبلا، منبّها في السياق ذاته إلى "مخاطر الخلافات والتجاذبات التي عرفها الحزب خلال الشهور الماضية، وانعكاساتها على وحدة التنظيم". وطالب بنشماش مناضلي الحزب، خلال مداخلته بمناسبة اللقاء التواصلي الذي نظمه الحزب بجهة الرباطسلاالقنيطرة تحت شعار "لنواصل مسيرة التغيير والبناء"، بأن "يشمروا عن سواعدهم لتقوية البناء التنظيمي للحزب ويتخلوا عن معاول الهدم"، مبرزا أن "تقويض بناء الحزب أمر سهل، لكن تقوية البناء الحزبي عملية صعبة، وهي التي يحتاجها الحزب في الوقت الراهن". وعلى صعيد الوضع التنظيمي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الرباط، أكد بنشماش أن "الحزب يحتاج إلى انبعاث جديد بنفس وطني دامج ومُستوعب وليس بنفس إقصائي"، مؤكدا على ضرورة "العمل من أجل تحويل الصعاب والإكراهات التي تواجه الحزب في المرحلة الراهنة إلى وقود جديد للعمل الوحدوي". وقال المتحدث إن "المطلوب اليوم هو فتح نقاش داخلي هادئ وصريح حول التحديات والإكراهات التي تواجه البام، بهدف تجاوزها والانخراط في تعزيز وحدة الحزب وتقوية أداته لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، وهي استحقاقات مهمة لا ترتبط فقط بالانتخابات، على اعتبار أن الانتخابات ما هي سوى محطة عابرة في مسار الحزب"، متأسفا في الوقت نفسه أن "بعض التنظيمات الحزبية جعلت شغلها الشاغل هو التحضير للانتخابات، في حين إن مهام وأدوار الحزب أوسع من اختزالها في العملية الانتخابية". وشدد بنشماش على ضرورة "العمل من أجل تذليل العقبات الموضوعية والذاتية التي يواجهها الحزب ليتفرغ إلى تكريس ريادته السياسية ومكانته في المشهد الحزبي الوطني وتقوية مناعته الداخلية، وتعزيز تموقعه الانتخابي، والمساهمة الفعالة في الاستجابة لانتظارات المواطنين"، مشيرا إلى أن "لقاء اليوم يشكل محطة مهمة للبرهنة على قدرة المناضلين على نقل الحزب من واقعه الحالي إلى واقع أفضل". وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة: "نحن أمام خيارين، إما أن يبقى الوضع على ما هو عليه ونستمر في إنتاجه وإعادة إنتاجه، وإما أن نختار طريق التضامن ووضع اليد في اليد من أجل أن نتجاوز الواقع الحالي للحزب ونمنح له إمكانيات الارتقاء نحو الأفضل ونمنح له جاذبية أكثر، بالشكل الذي يسمح له بأن يضطلع بأدواره ووظائفه كاملة في المجتمع"، مشدّدا في هذا السياق على ضرورة التوجه نحو المؤتمرات الجهوية للحزب والمؤتمر الوطني الرابع "موحدين وليس بعقلية الإقصاء". يُشار إلى أن لقاء الرباط "شكّل المحطة الأولى ضمن برنامج متكامل للقاءات تواصلية سينخرط فيها حزب الأصالة والمعاصرة في كل جهات المملكة، بهدف تقوية أداء الحزب وتأهيل الخطاب السياسي والبنيات التنظيمية، وتعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني من خلال القيام بقراءة نقدية إيجابية وبناءة لمسار الحزب السياسي، والانخراط في حوار مفتوح هادف وبناء لتعزيز الثقة والتحرير الفعلي للطاقات، والانتصار للديمقراطية الداخلية والجهوية والحداثة في التدبير والقرب والشراكة".