تقوم زهرة بويا منذ عقد من الزمن انطلاقا من أستراليا، حيث تقيم، بمراقبة الكوكب باستغلال وتحليل المعطيات المجمعة عبر الأقمار الاصطناعية لرصد التغيرات المناخية للفضاء وتأثيراتها على البيئة على الأرض. من حيها الشعبي بالقنيطرة إلى المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية في مدينة سيدني، تظل قصة زهرة بويا قصة امرأة بذلت قدرا كبيرا من الجهد في البحث عن المعرفة بعيدا، أي في أستراليا، مع شغف بالعلم لاكتشاف أسرار الكون اللانهائي. وحتى عندما حصلت على شهادة دكتوراه السلك الثالث في الفيزياء بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، لم تكن زهرة تريد التوقف عن سعيها إلى المعرفة، ودفعتها عزيمتها وإرادتها إلى الذهاب إلى أستراليا، حيث حصلت على منحة مرموقة لمواصلة دراستها في جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني، والتي انتزعت فيها شهادة دكتوراه أخرى في فيزياء الغلاف الجوي، وهو ما مكنها من الالتحاق بمصالح الأرصاد الجوية الفضائية التابعة للمكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، وفرضت نفسها كخبيرة توقعات في الأرصاد الجوية الفضائية منذ عام 2011. وتقول زهرة بويا، من الطابق الخامس عشر في بناية المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية في سيدني، وهي محاطة بعدد من الشاشات: "إن هذا التخصص جديد نسبيا، وهو يهتم بتأثير أنشطة الشمس على بيئتنا الأرضية"، وأضافت: "أحاول عن طريق الملاحظة والتحليل والنمذجة توقع حالة الشمس والبيئات الكواكبية والكوكبية، بالإضافة إلى الاضطرابات التي تؤثر عليها"، مردفة بأن خبراء التوقعات المناخية للفضاء يحاولون توفير خدمات توقع عملية، كما هو الشأن بالنسبة للأرصاد الجوية الأرضية. وتؤكد السيدة زهرة أنه في بعض الحالات بالنسبة للشمس (التوهجات الشمسية) والبيئات الكواكبية والكوكبية، يمكن أن تتسبب في وضعيات خطيرة للعديد من تطبيقات التكنولوجيات الجديدة الحيوية للبشرية، من قبيل إلحاق أضرار جسيمة بالأقمار الصناعية، وتأثير الإشعاعات على رواد الفضاء والمسافرين على متن الرحلات الجوية، واضطرابات في أجهزة تحديد المواقع، وشبكات توزيع الكهرباء..الخ. وهكذا، فإن العالمة المغربية تعمل على استغلال وتحليل معطيات الأقمار الصناعية الموزعة حول الكوكب لتقديم نصائح بشأن الآثار المترتبة عن أنشطة الأرصاد الجوية الفضائية للزبائن في مجال الطيران، والدفاع، والطاقات والموارد، وللحكومات. وتمكن هذه النصائح الصناعة الأسترالية من اتخاذ القرارات المناسبة من أجل تقليص حدة الآثار السلبية للأرصاد الجوية الفضائية على الهياكل الأساسية الحيوية. وباعتبارها خبيرة توقعات في مجال الأرصاد الجوية الفضائية وباحثة علمية، تسعى زهرة بويا أيضا إلى تطوير نماذج الغلاف الجوي الأيوني للأنظمة العالمية للملاحة بواسطة الأقمار الصناعية، والاتصالات العالية التردد. وزهرة بويا عضو في تحالف آسيا-أوقيانوسيا المعني بطقس الفضاء، حيث تشارك في الجهود الدولية الرامية إلى التعريف بشكل أفضل بالأرصاد الجوية الفضائية والتوجهات المستقبلية للأرصاد الجوية الفضائية. وقالت العالمة المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تعد من بين نساء قلائل ولجن الجانب العملي لهذا التخصص، معربة عن افتخارها بتمثيل بلدها في هذا العلم الحديث نسبيا. وبخصوص علاقتها ببلدها الأم، استعادت زهرة بويا ذكريات طفولتها في أحياء القنيطرة، وقالت: "أحرص دائما على أن أعيش الأجواء المغربية رغم 17 ألف كلم التي تفصل بين البلدين، كما أحرص على أن يبقى طفلاي في تواصل دائم مع ثقافة وهوية البلد". *و.م.ع