رفع ريال مدريد "الراية البيضاء" في وقت مبكر من الموسم بعدما انهار مجددا، للمرة الرابعة تواليا، في مختلف المسابقات وسقط أمام أياكس أمستردام الهولندي برباعية مذلة على ملعب سانتياغو برنابيو، ليودع البطولة التي طالما احتكرها، دوري أبطال أوروبا، من دور الستة عشر للمرة الأولى منذ تسعة أعوام. وبعد الخسارة في الدوري الإسباني أمام جيرونا (1-2) وبرشلونة (0-1)، اتسع الفارق مع البلاوغرانا المتصدر، إلى 12 نقطة، كما ودع أيضا بطولة "كأس الملك" من نصف النهائي أمام الغريم الكتالوني؛ بعد السقوط بثلاثية نظيفة. وكان "دوري الأبطال "هو طوق النجاة الوحيد ل"الملكي"، لكنه أهدر أيضا فرصة مواصلة المشوار نحو اللقب الرابع تواليا، وال14 في تاريخه، بانهياره أمام الفريق الهولندي الشاب رغم فوزه ذهابا بنتيج 1-2. والغريب أن الهزائم الأربعة التي هزت أركان "البيت الريالي" جاءت في ملعبه ووسط جماهيره، ليودع فعليا موسم 2018-2019 قبل ثلاثة أشهر على نهايته، مكتفيا بلقب كأس العالم للأندية الذي حققه في دجنبر الماضي بالإمارات العربية المتحدة. وسيتحتم على إدارة النادي القيام بالعديد من الانتدابات خلال الصيف القادم، بعدما أثبتت فشلها في الاعتماد على عناصر الشباب، سواء من اللاعبين أو المدربين، ورحيل ذوي الخبرة، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي ترك فجوة كبيرة بعد انتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي، لتتراجع معدلات الفريق المدريدي التهديفية بشكل واضح. ومن بين ما يؤيد الحاجة إلى التغيير في "القلعة الملكية"، الذي أسمته الصحافة الإسبانية الصادرة اليوم الأربعاء ب"نهاية حقبة"، تلوح الأرقام المفجعة للريال هذا الموسم. ف"الفريق الأبيض" لم يتعرض لأربع هزائم متتالية في ملعبه منذ 15 عاما، عندما كان تحت قيادة كارلوس كيروش في موسم 2004. كما أنها المرة الأولى، طوال تاريخه الممتد ل117 عاما، التي يخسر فيها على ملعبه ثلاث مباريات بثلاثة أهداف أو أكثر في الموسم نفسه؛ 0-3 أمام سيسكا موسكو و0-3 أمام برشلونة و1-4 أمام أياكس، وذلك بحسب ما نشره الصحفي الإسباني المتخصص في الأرقام والإحصائيات أليكسيس مارتين تامايو، عبر "تويتر". بالإضافة إلى أن الفشل في الفوز على برشلونة طوال أربع مواجهات هذا الموسم، ب3 هزائم وتعادل واحد، أدى إلى تفوق الغريم الكتالوني للمرة الأولى في تاريخ المواجهات المباشرة بين الفريقين "الكلاسيكو"، بإحرازه للانتصار ال96 مقابل 95 فوزا للريال و51 تعادلا. وبينما يتحمل المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري المسؤولية، خاصة وأنه لم يفضّل مجددا الاعتماد على لاعبين أصحاب الخبرة الذين سبقوا وحققوا الألقاب مع الفريق، مثل البرازيلي مارسيلو ولاعب الوسط إيسكو، كما أيد حصول قائده سرخيو راموس على بطاقة صفراء أمام أياكس في لقاء الذهاب ليحرم من خوض الإياب للإيقاف، ليظهر دفاع الفريق بشكل متهرئ، لكنه ليس الوحيد المسؤول عن هذا الفشل الذريع. رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، لم ينج أيضا من الانتقادات بسبب سياسة التعاقدات وعدم إبرامه أي صفقات ضخمة بعد رحيل كريستيانو رونالدو من العاصمة الإسبانية إلى تورينو الإيطالية، وحضوره الملفت للانتباه مع "اليوفي". ووصل الأمر إلى مطالبة جماهير الريال باستقالة بيريز نظرا لكونه، بحسب ما نشرت الصحافة المحلية، المسؤول الأكبر عن تلك النتائج، وهي المطالب التي تكررت أيضا بعد السقوط مرتين متتاليتين أمام الغريم الكتالوني قبيل أيام. ولا تأتي المصائب فرادى؛ فالإصابات عادت لتدب من جديد في أوصال "الجسد الملكي" بعدما خرج البرازيلي فينيسيوس جونيور، النجم الأبرز في الفريق، والويلزي غاريث بيل ولوكاس فاسكيز، من المباراة بمشاكل بدنية مختلفة، وذلك قبل زيارة بلد الوليد يوم الأحد القادم في "الليغا". *إفي