روزاليا الحريشي، أخصائية طب العيون المتألقة التي استثمرت خبرتها الطويلة لسنوات عديدة في بولونيا، هي إحدى النساء المغربيات اللواتي يحققن نجاحات في مجال تخصصهن ويعطين صورة مشرقة عن المغرب في الخارج. تنتمي روزاليا، التي ولدت لأب مغربي وأم بولونية، إلى جيل متفرد للنساء البارعات اللواتي يملكن طموحات كبيرة ويفرضن كفاءتهن ويجسدن العزم والالتزام والإرادة مع المثابرة. وفي تصريح صحافي، أرجعت روزاليا الحريشي نجاح مسيرتها إلى تشبثها بقيم جوهرية، بما في ذلك العزيمة والالتزام والمثابرة، لمواصلة الخطوات نحو الأمام بأمان وبهدوء، والعمل في الظل، مثل العديد من النساء المغربيات اللواتي يبرزن تحت سماء أخرى ويشتركن بحيوية في التواصل مع المغرب. في مدينة الدارالبيضاء، حصلت روزاليا على شهادة البكالوريا سنة 1992، قبل أن تتوجه الى بولونيا، وبالتحديد الى شتشيتسين (شمال غرب بولونيا)، لدراسة الطب والتخصص في طب العيون. وحصلت على درجة الدكتوراه في طب العيون في عام 2006 وبدأت حياتها المهنية في هذه المدينة البولونية، حيث ما زالت تعيش مع عائلتها الصغيرة إلى يومنا هذا. وقالت إن مشوارها الطويل مكنها من أن تثبت ذاتها كامرأة وأن تبرز قدراتها وكفاءاتها المهنية، وأن تكتسب سمعة خاصة أجبرت الكل على احترامها وتقديرها والاستشهاد بها. وإدراكا بأهمية التكوين الذاتي المستمر، فهي ملتزمة بعملها مع مواكبة أحدث الأبحاث الجديدة في هذا المجال. وتقول إن أمها خاصة، وعائلتها بشكل عام، هي التي غرست فيها ثقافة الجهد والعمل، وكشفت لها سر أن تكون المرأة مستقلة ومتحكمة بزمام مصيرها، وأن تستأسد في مجالاتها الخاصة حتى لو كان الطريق أمامها طويلا ومحفوفا بالمزالق. وأعربت عن افتخارها بقصة النجاح في صيغة المؤنث الذي تحققه النساء المغربيات، وبتألقهن بشكل استثنائي دوليا، وتكسير مهاراتهن لكل الحواجز والأحكام النمطية لتحقق النجاحات تلو النجاحات ورفع علم المغرب عاليا. واعتبرت أن تخليد عيد المرأة والاحتفال به هو فرصة للإشادة بجميع النساء اللواتي فرضن أنفسهن في مجال تخصصهن وحققن النجاح تلو النجاح، وتكريم المغرب الذي شهد تقدما كبيرا وحقق إنجازات كبيرة لصالح المرأة، من بين أمور أخرى، ضمنها التشريعات الضامنة لحقوق النساء، ومنها إمكانية نقل الأم جنسيتها لأولادها ومبادرات أخرى مهمة. وإذ أكدت التزامها بأصولها وافتخارها بمغربيتها، أبرزت روزاليا التطور النوعي والدينامية متعددة الأوجه التي تعرفها المملكة المغربية والمشاريع النوعية البنيوية التي أطلقتها في مختلف المجالات، منها على سبيل المثال لا الحصر، ميناء طنجة المتوسط، والقطار فائق السرعة الرابط بين طنجةوالدارالبيضاء، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية التي تولي اهتماما خاصا للطاقات المتجددة، وكذا الالتزام العملي للمغرب بقضايا المناخ والبيئة. ومن ناحية أخرى، أكدت ارتباطها القوي بالثقافة المغربية وتقاليد الأجداد، قائلة إنها تحب أن تحيط نفسها بإبداعات الصناعة التقليدية والأعمال اليدوية المغربية، التي ترادف الفخامة والتميز والأصالة، والتي تحرص على اقتنائها حين تزور المغرب باستمرار لتزيين منزلها ببولونيا. كما شددت على أنها تريد أن تنقل إلى ابنتها الوحيدة تقاليد المغرب العريقة وفن الطهو لتنغمس هي أيضا في الثقافة المغربية الغنية متعددة الروافد، على الرغم من بعد المسافات. *و.م.ع