لا تزال بعض النساء، في السعودية التي تشهد تغيرات حاليا، يحرصن على تدليل أنفسهن بعيدا عن العيون المتربصة في مجتمع ذكوري وذلك في فندق للنساء فقط بمدينة حائل في شمال المملكة. وفندق أجنحة باين تري (شجرة الصنوبر) هو ثاني فندق للنساء فقط في المملكة والأول في المنطقة الشمالية المحافظة إلى حد كبير. فأول فندق بالبلاد هو فندق ومنتجع لوذان بالرياض، وافتتح عام 2008، ويوفر أماكن إقامة مرفهة ومرافق صحة وتجميل للنساء. والفندق، الذي يضم 25 غرفة، مقصد مهم لطالبات يدرسن في جامعة حائل القريبة. كما أنه يستضيف أستاذات بالجامعة وأجنبيات يبحثن عن الخصوصية والراحة. وقالت موظفة استقبال بالفندق تدعى مريم الرشيدي "اللي ييجون يحجزون عندنا بالغالب طالبات، فيه عندنا دكاترة جامعات، الغالبية سعوديات، فيه أجنبيات يجون هنا، وبالنسبة يتطلعون لهذه البيئة بيئة آمنة ومريحة، بالنسبة لهم، يعني موفرين كل سبل الراحة لهم". ويضم الفندق منتجعا صحيا وصالون تجميل وصالة ألعاب رياضية ومنطقة للأطفال وقاعات لتناول الطعام وسوقا صغيرة ومناطق للصلاة ومقهى. ويسمح للأطفال حتى سن تسع سنوات بالإقامة مع أمهاتهن. وقالت مديرة الفندق نجوى الهاشم "الكل مُرحب بالفكرة (الفندق النسائي) والكل مُشجع للفكرة، خاصة النساء، لأنه لقوا خصوصية في الفندق، خصوصية تامة من مشغل (صالون نسائي) من كوفي (مقهى) من النادي الصحي". وتتراوح أسعار الغرفة بين 300 ريال (80 دولار) و 500 ريال. وتم تجهيز بعض غرف الفندق لتناسب النزيلات ذوات الاحتياجات الخاصة. ويرى ملاك الفندق، الذي يشّغل 18 امرأة، أنه من المهم البحث عن احتياجات النساء في المدينة المحافظة حيث لم تُخفف بعد القيود المفروضة على الاختلاط بين الجنسين. وقال صاحب الفندق جهاد ناظر "بناتنا في مجتمع محافظ، زي هدا عندهم بعض التحرج (الحرج) في التعامل مع الرجال من حيث إنه هي تطلب واحد ينظف لها الغرفة أو تطلب أحد إذا جيعانة تبغى تطلب أكل، أحيانا يصير عندها تحفظ إنها تطلب عشان لا يطلع لها رجل يطق (يطرق) عليها الباب ويجيب لها الأكل. فيه بعض التحفظ من الأشياء هادي كلها فوجدنا إنه إحنا نوفر لهم بيئة مناسبة". وعبرت نزيلات بالفندق عن سعادتهن البالغة به، بينهن واحدة تدعى جميلة الشمري قالت لتلفزيون رويترز "يعني فكرة جميلة وغريبة شوية، يعني وفر لنا أشياء مرة (جدا) جميلة، النادي والحضانة والمطعم والكوفي (المقهى) والأكل، والجامعة، يعني كانت قريبة لنا الجامعة مرة، والحمد لله مرة مرة (جدا جدا) جميل". وقد مُنحت بالمملكة بعض الحريات بأمر ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أنهى حظرا على قيادة النساء للسيارات وخفف القيود المفروضة على الاختلاط بين الجنسين وأيّد أولويات مثل السماح للنساء بالانضمام للقوات المسلحة. وعلى الرغم من ذلك فإن تلك التغييرات تزامنت مع حملة على المعارضة، شملت احتجاز وتعذيب بعض الناشطات اللائي ينظمن حملات منذ عقود لتحسين وضع حقوق المرأة، وكذلك الوعاظ الدينيين الذين يعارضونهن. ويقول كثير من الشباب السعوديين إنهم يكافحون لإيجاد وظائف في بلد تفضل فيه شركات القطاع الخاص توظيف أجانب، عادة بأجور أرخص كما أنهم يكونون أكثر خبرة في الغالب. ومع ذلك، أجرت الحكومة إصلاحات عمالية كاسحة في السنوات الأخيرة لجذب مزيد من السعوديين، خاصة النساء، لسوق العمل.