يتأهب مقاتلون مدعومون من الولاياتالمتحدة في سوريا للسيطرة على آخر جيب صغير خاضع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على نهر الفرات في معركة ستدفع دولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم إلى شفا الهزيمة الكاملة فيما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "انتصار بنسبة مئة بالمئة". وقال ترامب الليلة الماضية إن "الخلافة على وشك السقوط" وإن الولاياتالمتحدة تطلب من الحلفاء الأوروبيين "استعادة أكثر من 800" من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين تم أسرهم في سوريا وإحالتهم للمحاكمة. وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر "تطلب الولاياتالمتحدة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مسلحي الدولة الإسلامية الذين أسرناهم في سوريا وتقديمهم للمحاكمة...الخلافة على وشك السقوط... البديل ليس بديلا جيدا حيث إننا سنضطر إلى إطلاق سراحهم". وتابع قائلا "الولاياتالمتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها. نفعل الكثير وننفق الكثير.. حان الوقت كي يتحرك الآخرون ويقوموا بالمهمة التي هم قادرون تماما على الاضطلاع بها. ننسحب بعد تحقيق انتصار بنسبة مئة بالمئة على الخلافة". وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد تحقيق النصر على الدولة الإسلامية على الأرض، مما أثار تساؤلات بشأن مصير الحلفاء الأكراد لواشنطن والتورط التركي في شمال شرق سوريا. وقال جيا فرات قائد قوات سوريا الديمقراطية للمعارك في دير الزور للصحفيين أمس السبت إن القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة تحاصر متشددي التنظيم من جميع الجهات في حي صغير بقرية الباغوز قرب الحدود العراقية. وأضاف أمس السبت "في الأيام القليلة القادمة في وقت قصير جدا سنبث البشرى إلى العالم بنهاية الوجود العسكري لتنظيم داعش الإرهابي". وفر مدنيون من المنطقة المحدودة الباقية تحت سيطرة الدولة الإسلامية مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية تحت غطاء من ضربات جوية أمريكية مكثفة على مدى الأيام الماضية فيما حاول متشددون الهروب بين صفوف المدنيين. وعلى الرغم من أن متشددين من الدولة الإسلامية مازالوا يتحصنون في جيب في وسط الصحراء في سوريا وشكلوا خلايا سرية نائمة في مدن عراقية قادرة على شن هجمات جديدة إلا أن حكم التنظيم على الأرض في الوقت الراهن أوشك على الزوال بالكامل. وسينتهي بذلك إعلان دولة "الخلافة" الذي أطلقه أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم من مسجد في الموصل بشمال العراق في 2014 مستغلا وقتها الفوضى في المنطقة. وأقام التنظيم على إثر ذلك نظاما للحكم يشمل محاكم وعملة وعلما وامتدت مناطق سيطرته في أوج قوته من شمال غرب سوريا إلى مناطق قرب العاصمة العراقيةبغداد يقطنها ما يقدر بمليوني نسمة. دروع بشرية أثار حكم التنظيم الذي اتسم بإرهاب الأقليات وكل من يعتبره معاديا وبارتكاب المذابح والاستعباد الجنسي وقطع رؤوس الرهائن ردا عسكريا دوليا قويا أجبره على التقهقر بشكل مستمر منذ 2015. ويقول مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية إن متشددين أغلبهم من الأجانب يبدون مقاومة أخيرة في الباغوز. وقال فرات إن المتشددين لا يسيطرون حاليا إلا على نحو 700 متر مربع فقط لكن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يتحركون بحذر لوجود مدنيين ورهائن يحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن القرية "تحت مرمى (نيران) قواتنا... لكن آلاف المدنيين ما زالوا هناك محتجزين كدروع بشرية لذلك نتحرك بحذر". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على جيب الباغوز بعد استسلام المتشددين الذين كانوا في المنطقة وهو ما نفاه مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية. وقال مصطفى بالي، وهو متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، لرويترز إن القوات أمسكت بعدد من المتشددين حاولوا الفرار وسط المدنيين فيما سلم آخرون أنفسهم. ويثير مصير المتشددين الأجانب وأسرهم حيرة الحكومات الأجنبية إذ لا تقبل الكثير منها استعادة مواطنيها الذين بايعوا تنظيما أقسم على تدمير تلك الدول وسيكون من الصعب ملاحقتهم قضائيا فيما لا تريد قوات سوريا الديمقراطية أيضا أن تحتجزهم إلى أجل غير مسمى. كما بقي مصير البغدادي نفسه غامضا وهو زعيم يقود التنظيم منذ 2010 عندما كان فصيلا سريا منشقا عن تنظيم القاعدة في العراق. *رويترز