انتقادات لاذعة جرها الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة على نفسه بعد مطالبته ب"تعريب جميع مواد التخصصات العلمية في مستويات التعليم" واعتباره "الفرنسة جريمة في حق التلاميذ المغاربة"؛ إذ واجهته التعليقات بكونه متعلما تلقى دراسته وفق المناهج الفرنسية، كما تابع شقا مهما من تعليمه في جامعة مارسيليا إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من الجامعة نفسها. تصريحات بركة، التي جاءت خلال لقاء عقدته مؤسسة الفقيه التطواني، دفعت بالعديد من المعلقين إلى "ربط تخريب التعليم بتعريبه، معتبرين أنه "لا معنى للدفاع عن التعريب في وقت يتابع فيه أبناء القيادات السياسية للأحزاب دراستهم في أرقى الجامعات الدولية، وهو ما يبين بالملموس فشل المنظومة الحالية". بدورهم، صحافيون سبق أن حاوروا نزار بركة قالوا إن "الرجل يفضل الحديث بالفرنسية على اللغة العربية"، فيما طالب معلقون آخرون ب"مراجعة منظومة التربية، وتوفير الظروف التعليمية نفسها لأبناء البسطاء من أجل تلقي العلوم بلغاتها، وهو ما سيوفر لهم إمكانية إتمام تعليمهم بالمدارس الفرنسية العريقة إسوة بنزار بركة". الفاعل الحقوقي أحمد عصيد قال إن "الدولة مطالبة بالحسم في الشأن اللغوي الذي يعيش على وقع الارتباك"، مشيرا إلى أن "تدريس العلوم باللغة العربية خطأ فادح ارتكب قبل ما يقارب 30 سنة، وأنتج أخطاء كارثية وفشلا ذريعا، حيث درست العلوم بلغة غير مهيأة لنقل مضامين معرفية متينة". وأضاف عصيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مسلسل التعريب ارتبط أساسا بأسلمته، حيث عوض تدريس العلوم الحقيقية، أصبحت المدارس تلقن الاعجاز العلمي في القرآن، لتنزل بذلك الجودة وأغلقت أبواب المعرفة العلمية بسبب عدم مواكبة اللغة العربية للثورات العلمية". وأوضح الفاعل الأمازيغي أن "العلوم ينبغي أن تدرس باللغة الإنجليزية، أو الأقرب إليها على مستوى الزمن العلمي، أي الفرنسية"، مشددا على أن "الاستمرار في تبني التعريب رغم كل هذا الفشل الفظيع هو نوع من النفاق السياسي الذي ينبغي أن ينتهي"، مضيفا: "على حزب الاستقلال أن يغير موقفه، وعلى البيجيدي أن ينسجم مع ذاته، فمن يدرس أبناءه باللغات الأجنبية لا يجب أن يعسى إلى تعريب أبناء الشعب والبسطاء".