كشف تقرير جديد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" أن 12 بالمائة من أطفال المغاربة الذكور الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من سوء التغذية، وتنخفض النسبة إلى 10 بالمائة لدى الإناث، وهو ما يخلف لديهم أمراضا مختلفة، مثل الهزال وقصر القامة. التقرير الذي يحمل عنوان "الاستعراض الإقليمي للأمن الغذائي والتغذية في أفريقيا" كشف أن سوء التغذية لدى هؤلاء الأطفال تترتب عنه أيضا السمنة وزيادة الوزن التي يعاني منها 12 بالمائة من الأطفال، وخاصة لدى الإناث. وأبرز التقرير أن حوالي 1.4 مليون مغربي يعانون من نقص التغذية، وهو ما يمثل نسبة 3.9 بالمائة من المواطنين، مؤكدا حدوث ارتفاع بنسبة مائة ألف شخص ما بين سنتي 2015 و2016، كاشفا أن السبب هو الفقر المدقع. وقال المستند إن أعداداً متزايدة من الأشخاص يعانون من نقص التغذية في أفريقيا مقارنة بأي منطقة أخرى، وتشير الأدلة إلى أن نحو 20 بالمائة من سكان أفريقيا عانوا من نقص التغذية خلال عام 2017. وبحسب المصدر نفسه "تواصل مستويات الجوع في أفريقيا الارتفاع، وذلك بعد سنوات عديدة من الانخفاض، مما يهدد جهود القارة في القضاء على الجوع والوفاء بأهداف اتفاق مالابو 2025 وخطة التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة". وقالت المنظمة الأممية إن 237 مليون شخص في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى يعانون من نقص تغذية مزمن، الأمر الذي يقوض المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية. وبحسب التمهيد المشترك للتقرير الذي أعده مساعد المدير العام ل"الفاو" وممثلها الإقليمي في أفريقيا، أبيب هايلي غابرييل، والسكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأفريقيا، فيرا سونغوي، فإن "السبب وراء هذا التدهور هو الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، وتردي الظروف البيئية، واندلاع النزاعات في العديد من الدول، والتقلبات المناخية، والأحداث المناخية المتطرفة التي تحدث في الوقت عينه في بعض الأحيان". كما أضاف التمهيد أن "وتيرة النمو الاقتصادي قد تباطأت خلال عام 2016 بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية، وخاصة النفط والمعادن. كما تدهورت مستويات انعدام الأمن الغذائي في الدول المتأثرة بالنزاعات، وكثيراً ما تفاقم ذلك بسبب الجفاف أو الفيضانات. فعلى سبيل المثال، عانت الكثير من الدول الواقعة في شرق وجنوب أفريقيا من الجفاف".