جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي يرافق إصدار الكاتب والمدون المغربي هشام نوستيك، المعروف ب"كافر مغربي"، لمذكراته التي تروي سيرته الذاتية، ويجيب فيها عن سؤال "كيفاشْ كْفرْتي؟"، الذي دائما ما كان يواجه به من طرف أصدقائه، خصوصا بعد أن اشتهر بالسلسلة الساخرة المعروفة على منصة "يوتيوب" "قبسات من حياة الرسول". المؤلف الذي يقع في 179 صفحة، كتب ب"الدارجة المغربية"، وطبعته "دار الوطن"، وقسم إلى 42 فصلا، يستعرض خلالها الكاتب محطات مفصلية من حياته بداية بالولادة والمحيط الأسري، مرورا بالهجرة ثم الحب، وختاما بالقرار النهائي بالخروج من الدين الإسلامي. ويسرد هشام نوستيك، في كتابه الذي نفد من المعرض الدولي بالبيضاء، العديد من الظروف التي كونته، ونقلته من "مؤمن أعلى درجات الإيمان إلى كافر ينتقد جميع الأديان"، مشيرا إلى أنه رغم تخليه عن المعتقد الإسلامي، إلا أن ذلك لم يغير من نظرته للمسلمين، بل الذي تبدل هو طرق تصنيفه للإنسان، حيث تخلى عن تفضيل أحدهم عن غيره فقط لأنه حامل لدين معين، داعيا إلى عدم التفريق بين الإنسان وأخيه الإنسان. ويوضح نوستيك، في كتابه المثير للجدل، أنه عاش حياة الطفولة يتيم الأب والأم، كما يحكي عن حلم الهجرة صوب ألمانيا، وطرق استقطاب الجماعات الإسلامية له، وكيفية اقتناعه في فترة سابقة بأفكار مثل الجهاد والاستشهاد،وغيرها، خصوصا إبان حرب البوسنة. نوستيك درس الأدب الألماني قبل أن يُعرج على تخصص المسيحية، وهو الأمر الذي غير الكثير من أفكاره، كما أن قرار الزواج من سيدة ألمانية سيقوده إلى ما يسميه "كفرا" رغم أن الشك كان يساوره على الدوام منذ دراسته بالجامعة. ولاقى المؤلف المثير للجدل متابعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ اعتبره البعض تجربة ذاتية تستحق نقلها إلى الناس، فيما رأى فيه آخرون تماديا في الترويج للخروج عن الدين الإسلامي، منتقدين عرضه داخل المعرض الدولي للكتاب، وهو ما قابله مناصرو الكتاب بأنه استمرار للوصاية التي تحاول بعض الجهات فرضها على حرية التعبير. وهشام نوستيك (اسم مستعار) مغربي مقيم في كندا، معروف على مواقع التواصل الاجتماعي بمناقشة مواضيع الدين بشكل ساخر عن طريق برامج من بينها "خطبة الجمعة"، و"قبسات من حياة الرسول"، كما اشتهر بمناظرته للسلفيين، ومناقشاته مع العديد من الباحثين المغاربة.