قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي ستنطلق دورته الخامسة والعشرين يوم السابع من فبراير الجاري، هو الحدث الثقافي الأكبر بالمملكة. وأضاف الأعرج، في ندوة صحافية نظّمت بالمكتبة الوطنية في العاصمة الرباط اليوم الجمعة، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء "حدث ثقافي بامتياز" يتميّز بمساحة النقاش التي يوفّرها. ورأى وزير الثقافة والاتصال في استضافة إسبانيا كضيف شرف في الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء تأكيدا على "رسوخ العلاقات التاريخية والثقافية بين المغرب وجارته الشمالية"، مشيدا بما يجمع البلدين "من إرث حضاري مشترك ضارب في أعماق التاريخ، ورهانات مستقبلية مرتبطة بجوار جغرافي، يمثّل فيها البلدان معا همزة وصل بين ضفّتي المتوسّط". استضافة المملكة الإسبانية، حسب وزير الثقافة والاتصال، "مناسبة أخرى للحوار والتبادل بين الثقافتين المغربية والإسبانية" من خلال مساهمة من الأسماء الفكرية والإبداعية الإسبانية في أنشطة ثقافية ولقاءات مباشرة مع نظرائهم المغاربة أمام جمهور المعرض. وذكر الأعرج أن البرمجة الثقافية ستشهد في هذه الدورة "تنظيم العديد من الندوات التي تقارب الشأن الثقافي المغربي على كل الأصعدة بتعبِيراته اللغوية، وتنوّع حقوله الإبداعية والمعرفيّة من تراث وأدب وفنون وعلوم إنسانية، وجديد تجاربه الفكرية والإبداعية والنقدية، وتقديم الفرصة إلى الجمهور الواسع للتعرف عليها ولقاء كتّابها مغاربة وأجانب. وسيعرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي سيمتدّ من 8 من فبراير إلى 17 من شهر فبراير الجاري، حسب المتحدّث، "استمرارا في العناية بالشِّعر بوصفه تعبيرا إنسانيا راقيا يرافق الإنسان منذ فجر وجوده"؛ وهو ما سيتمّ عبر تنظيم أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء مغاربة وعرب وأجانب سيأتون من الجهات الأربع للعالم، وستتوَّج هذه الأنشطة الشعرية بأمسية الشاعر الفائز بجائزة الأركانة العالمية للشعر. ويكرّم المعرض، حسب الأعرج، أعلاما راحلين بَصَموا المشهد الثقافي المغربي والعربي، إلى جانب تخصيصه فقرة لمحمود درويش، الشاعر الفلسطيني، كما سينشغل بتنظيم 120 نشاطا تثقيفيا للأطفال تقصد إغناء إدراكهم، وتحفيزَ ملكاتهم الإبداعية، وتنظيم حفل تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة. ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، سفير إسبانيا بالمغرب، ذكّر من جهته بأن دعوة إسبانيا كضيف شرف للمعرض الدولي للنشر والكتاب ليست الأولى بل سبق أن تمّت في سنة 2005، مضيفا أن استضافة هذه الدورة يرافقها مجهود كبير لإسبانيا للحضور بحرارة ورسالة صداقة وقرب وأخوية؛ لأننا "لسنا بلدان جوار -فقط- بل إخوانا بالتاريخ والثقافة". واستحضر السفير الإسباني "العلاقات اللغوية التي تجمع البلدين منذ مدة"، معتبرا المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء فرصة للاحتفاء بالتعبير اللغوي الخاص بالمغرب، والشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين لا في علاقاتهما الحديثة فقط بل في الجذور التي تربطهما، عبر دمج بانوراما من الرسم الإسباني والتعبير الروائي والشعري، وعمل الترجمة المهم من العربية إلى الإسبانية ومن الإسبانية إلى العربية. أنشطة إسبانيا كضيف شرف لم تنظّمها فقط وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، حسب السفير، بل أيضا معهد ثيربانتيس الإسباني بالمغرب، والسفارة الإسبانية بالمغرب، مضيفا، في سياق آخر، أنه على الرغم من توفّر المغرب على أكبر شبكة للمؤسّسات الثقافية الإسبانية، وثاني شبكة للمعاهِد اللغوية الإسبانية بعد البرازيل فإنه "ما زال هناك الكثير لفعله، على الرغم من أنّنا نقوم بالكثير".