وقع المخرج والمؤلف المسرحي عبد الواحد عوزري، في الرباط، كتابه "قضايا مسرحية" الذي يتوزع بين مقالات وشهادات تكرس هاجس التأريخ لحياة ومنعطفات أب الفنون بالمغرب. أمام جمع من المسرحيين والمثقفين، وبمعية رفيقة دربه في المسرح والحياة، حل عوزري ببهو المسرح الوطني محمد الخامس، في لقاء مشبع بالحنين إلى زمن حركة مسرحية حافلة بأقطابها الرواد، وأحلامها الكبيرة، حول الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية. وفي جلسة تقديم للكتاب، أدارها الباحث والكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار، استعاد الناقد الحسين الشعبي مسار علم مسرحي، سليل مسرح الهواة، أخذه شغف البحث الجامعي إلى باريس قبل أن يعود ليساهم في إغناء المشهد الوطني بتأسيس فرقة "مسرح اليوم" رفقة ثريا جبران. وهي التجربة التي أثمرت 15 مسرحية قاسمها المشترك وعي تقدمي جريء يتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية الحارقة. ولا يفصل الشعبي، الكتاب الجديد لعوزري ( 119 صفحة) الذي يضم ترجمات لأهم مضامين الكتاب الصادر له بالعربية تحت عنوان "قريبا من الخشبات، بعيدا عنها" (2017)، عن مسار انشغاله بالتأريخ للحركة المسرحية في المغرب دون إغراق في جدل التنظير. الكتاب الذي أهداه المؤلف "لثريا جبران، المرأة، الأم ورفيقة الدرب". يتوزع فضلا عن التصدير الذي يحمل عنوان " لذة القراءة وواجب الشهادة.." بين "مقاربات" و "شهادات". يكتب في المحور الأول عن "الشيطان والضجر" للمسرحي الشهير بيتر بروك، عن "حياة في المسرح" لعبد الله شقرون، عن نصوص مختلفة لصديقه المسرحي محمد بهجاجي. يسائل "الكتابة المسرحية الجديدة في المغرب" و "مدلول التوجيه المسرحي" وغيرها. أما في محور "الشهادات" فيحتفي الكاتب بتجربة "ناس الغيوان"، كي تظل أغنيتهم خالدة، يستعيد ذكرى المسرحي محمد الكغاط الذي رحل مبكرا، يتحدث عن عبد الحق الزروالي، رجل الأحلام والصرخات الغاضبة، عن الطيب الصديقي "المبدع الخالد". و"قضايا مسرحية" هو خامس كتاب لعوزري بعد كتاب "المسرح في المغرب، بنيات واتجاهات" (1988) وهو ترجمة لكتاب صدر في الاصل بالفرنسية بنفس العنوان عام 1987 (أطروحة دكتوراه)، و"تجربة المسرح" (2014) ثم "قريبا من الخشبات، بعيدا منها" (2017).