دعا سفير المملكة المغربية ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، أفراد الجالية المغربية إلى الدفاع عن مكتسبات وقيم بلدهم الأم. وأوضح عامر خلال لقاء مع أفراد الجالية، أمس الجمعة في بروكسيل، أن "المغرب حقق في السنوات الأخيرة مجموعة من المكتسبات في عدد من المجالات، تحت قيادة الجلالة الملك محمد السادس، مما جعله نموذجا يحتدى في المنطقة، ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار". ومن بين هذه المكتسبات، توقف السفير عند مصادقة البرلمان الأوروبي باستراسبورغ، مؤخرا، على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة، وهو ما يشكل خطوة إضافية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، منوها بموقف النواب الأوروبيين الذين أبانوا على درجة عالية من الحكمة والتبصر. ووصف عامر التصويت على هذا الاتفاق ب"الانتصار الكبير للمغرب على أعداء وحدته الترابية الذين شنوا، ، بعد صدور قرار محكمة العدل الأوروبية، حربا قانونية الغاية منها التشكيك في الشراكة التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي". وذكر في هذا الصدد بأن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي بدأت منذ حوالي خمسين سنة وعرفت تطورا مستمرا، توجت بمنح المغرب الوضع المتقدم، ليكون بذلك البلد الوحيد الذي يتمتع بهذا الوضع في جنوب المتوسط. وأبرز السفير أن التصويت لصالح الاتفاق الفلاحي كرس، أيضا، وضعية المغرب كشريك مسؤول وذي مصداقية، واعتراف بجهود المغرب في مجالات حقوق الإنسان والهجرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكقطب للاستقرار في المنطقة. كما أضاف محمد عامر أن مصادقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي اعتراف، أيضا، بتجذر المغرب في محيطه المتوسطي والإفريقي، مبرزا في هذا الصدد العلاقات المتينة التي تربط المغرب بإفريقيا، بفضل رؤية الملك، حيث أصبح المغرب أول مستثمر في إفريقيا الغربية والثاني على مستوى مجموع القارة. كما أشار سفير المغرب ببلجيكا إلى مصادقة لجنة الصيد البحري بالبرلمان الأوروبي، هذا الأسبوع، على اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معربا عن يقينه بأن هذا الاتفاق سيأخذ نفس منحى الاتفاق الفلاحي. من جهة أخرى، استعرض عامر آخر تطورات قضية الصحراء، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، في 2007، يحظى بدعم المجموعة الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي اعتبر في قراراته أن هذا المقترح واقعي وذي مصداقية، في وقت لا زال فيه أعداء الوحدة الترابية للمملكة متشبثون بالحفاظ على الوضع كما هو عليه. وتوقف السفير، خلال هذا اللقاء،، عند الزيارة التي قامت بها بعثة اقتصادية بلجيكية من مستوى عال إلى المغرب، تترأسها الأميرة أستريد، في إطار الإرادة المشتركة بين البلدين لإعطاء دفعة جديدة لعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط المغرب ببلجيكا منذ أزيد من قرن. وأبرز عامر أن هذه الزيارة توجت بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون، كما شكلت فرصة لعقد لقاءات مع رجال أعمال مغاربة ونظرائهم البلجيكيين من أجل بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وتم خلال هذا اللقاء، أيضا، التطرق إلى الجهود التي تبذلها سفارة المملكة ببلجيكا والقنصلية العامة ببروكسيل من أجل تجويد الخدمات الإدارية المقدمة لأفراد الجالية المغربية. وقد استعرض القنصل العام للمملكة ببروكسيل، عبد الرحمان فياض، سلسلة من الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الإطار؛ كفتح أبواب القنصلية يوم السبت مرتين في الشهر، وتعزيز مصلحة التوثيق، بالإضافة إلى إحداث مداومة بالقنصلية على مدار 24 ساعة.