اعتقلت عناصر الشرطة الإسبانية خمسة أشخاص متهمين باحتجاز قاصر مغربي، يبلغ من العمر 16 عاما، داخل منزل مهجور ضواحي محافظة قاديس التابعة لإقليم الأندلس الجنوبي. وأوضحت مصادر أمنية، في تصريحات لصحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن الموقوفين الخمسة احتجزوا القاصر المغربي ضد إرادته، في انتظار التوصل بمبالغ مالية مهمة من قبل عائلته بالمغرب مقابل تحريره، مضيفة أنهم ينتمون إلى عصابة إجرامية تمارس أعمال الابتزاز في حق عائلات الأشخاص المحتجزين. وزادت المصادر نفسها أن دورية للأمن ببلدية "Puerto Real" داهمت أحد المنازل المشكوك فيها وضبطت أشخاصا بحوزتهم كمية مهمة من المخدرات، مبرزة في السياق ذاته أن التحقيقات أظهرت تورطهم في عمليات الاحتجاز والابتزاز والاتجار بالمخدرات الصلبة القادمة من التراب المغربي. وأورد المنبر الإعلامي أن الطفل المغربي أُحتجز داخل منزل مهجور بالقرب من مقر إقامة الجناة لعدة أيام، موردا في السياق ذاته أن الخاطفين، ثلاثة منهم يحملون الجنسية الإسبانية والاثنان الآخران من جنسية مغربية، لن يعمدوا إلى إطلاق سراحه دون التوصل بالمبالغ المالية المتفق عليها من طرف أفراد عائلته بالمغرب. "القاصر المغربي ظل في الأسر لعدة أيام داخل منزل مدمر جزئيا وهو ينام على مرتبة سرير موضوعة فوق الأرض والخوف يلتحف جسده"، يقول مصدر أمني للصحيفة، التي أشارت أيضا إلى أن الأشخاص المتورطين يواجهون تهما تتعلق ب"الاحتجاز والابتزاز وتعريض حياة المواطنين الأجانب للخطر والاتجار بالمخدرات". وأفادت القيادة العليا للأمن بمحافظة قاديس، ضمن بلاغ نقلت مضامينه وسائل إعلام محلية، بأن العصابة أبقت الطفل المغربي في هذا الوضع بينما تطلب المال من عائلته مقابل تحريره، مؤكدة أن القاصر المُحتجز انتهى به المطاف إلى الأسر، بعدما جرى إبعاده من مركز "El Bosque" المخصص لرعاية الأطفال. ووفق ما ذكرته خلية الأمن المعلوماتي التابعة لفرقة الحرس المدني الإسباني، فإن الأمر يتعلق بمافيا مختصة في الاختطاف والاحتجاز والابتزاز، موضحة أن هذا النوع من المنظمات تحصل على مبالغ مالية كبيرة نتيجة ممارسة أعمال إجرامية، إذ أقر أحد الضحايا بأن والده دفع 2500 أورو مقابل إطلاق سراحه.