كشفت روسيا، اليوم، للعالم عن صاروخ كروز من طراز "9 إم 729" المثير للجدل، والمعروف لدى الناتو باسم "SSC-8". ووفقا للولايات المتحدةالأمريكية، ينتهك هذا الصاروخ معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى؛ وهو الأمر الذي تنفيه السلطات الروسية نفيا قاطعا. وقال ميخائيل ماتفييفسكي، قائد القوات الصاروخية والمدفعية في القوات المسلحة الروسية، في إحاطة للملحقين العسكريين الأجانب في موسكو وأمام الصحافة الدولية، إن الصاروخ "9 إم 729" يعتبر نسخة محدثة من الصاروخ "9 إم 728". وأوضح العسكري أنه على الرغم من أنه أكثر قوة ودقة، فإن مدى صاروخ "9 إم 729" تقلص ب10 كيلومترات، ليصل إلى 480 كلم، لذلك لا ينتهك المعاهدة، التي تلزم الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي سابقا (روسيا حاليا) بتدمير كافة منظومات الصواريخ، النووية أو التقليدية، التي يتراوح مداها القصير ما بين 500 و5500 كلم. وأضاف أنه تم تحديث منظومة "اسكندر إم"، والتي يمكنها حاليا حمل أربعة صواريخ من طراز "9 إم 729"؛ بينما حملت المنظومة القديمة طراز "9 إم 728". ورفض ماتفييفسكي، الذي وصف معرض الصواريخ ب"بادرة الشفافية"، الاتهامات الأمريكية رفضا قاطعا، بأن صاروخ "9 إم 729" قد طار لأكثر من 500 كلم في اختبارات أجريت في موقع إطلاق الصواريخ الروسية، كابوستين يار، القريب من نهر الفولجا. وفي اجتماع قبل زيارة حظيرة الصواريخ، اتهم سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الولاياتالمتحدة بتحديث مصنع في ولاية أريزونا قادر على إنتاج صواريخ كروز قصيرة ومتوسطة المدى. وقال ريابكوف، الذي أشار مباشرة إلى منشأة في مدينة توكسون: "وفقا لمعلوماتنا، فإن شركات الصناعة العسكرية الأمريكية تقوم بتطوير صواريخ جديدة منذ فترة طويلة". وحذّرت روسيا من أنها لن تعترف بالخروج الأحادي للولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة النووية، وهي أول اتفاقية لنزع السلاح النووي خلال الحرب الباردة. وأعلنت واشنطن عن استعدادها لتعليق المعاهدة، في الثاني من فبراير المقبل.