من المرتقب أن يصدر كتاب جديد لامحمد جبرون، الأكاديمي المغربي، بعنوان "تاريخ المغرب الأقصى - من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال"، عن منشورات منتدى العلاقات العربية والدولية. ويقدّم هذا الكتاب، حسب منشور تعريفي لكاتبه، "حبكة سردية شاملة لتاريخ المغرب الأقصى، غير تقليدية، وموثقة، مخطوطة بقلم واحد، ورؤية منهجية واحدة"، مضيفا أنه "يلبي طلبا حيويا لدى القارئ المغربي والعربي الذي افتقد ومنذ سنوات إلى نص جامع يناسب احتياجات أصناف مختلفة من القراء، ويعضّد جهود أعمال أخرى جماعية وفردية رامت الهدف نفسه وليس بديلا عنها أو تجاوزا لها بالمعنى السلبي". ويستند هذا الكتاب، حسب المصدر نفسه، إلى مجموعة من الفرضيات؛ من بينها: التركيز على البعد الوطني في انتقاء المادة التاريخية، وتوظيفها، وهو ما يظهر في حديث الكتاب عن تاريخ المغرب الأقصى، وعدم خلطه بين أحداث ووقائع تهم المغربين الأدنى، أي تونس، والأوسط، أي الجزائر، ودون أن يتحيّز لأي منظور عرقي أو طائفي، محاولا تفادي "بعض الألفاظ ذات الإيحاء السلبي التي تعج بها الإسطوغرافيا التاريخية كلفظ البربر وما شابهه، والتي ما زالت بعض الكتابات المغربية تستعملها". كما يستند الكتاب، حسب ورقة جبرون، إلى فرضية أن للإسلام دورا محوريا في ظهور المغرب الأقصى سياسيا وحضاريا، وأن الجهاد الوطني عمل عسكري لمواجهة التجزئة والانقسام الطائفي والقبلي، ومواجهة الغزو الأجنبي، وحماية السيادة الترابية للبلاد، إضافة إلى الدور المركزي للمغرب الأقصى في تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط، تأثيرا وتأثُّرا. وذكر الحاصل على جائزة المغرب للكتاب في صنف العلوم الإنسانية أن كتاب "تاريخ المغرب الأقصى من الفتح إلى الاحتلال"، على الرغم من الجهد المبذول في جمع مادته وتحقيقها وإعادة صياغتها، فإنه لا يخلو من بعض النقص، الذي سيعمل على تجاوزه في الطبعات اللاحقة؛ معتبرا هذا الكتاب "هدية متواضعة لكل المغاربة، وإسهاما ثقافيا في بناء صرح مواطنة راشدة معتزة بماضيها". ووضّح جبرون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أهمية الكتاب الجديد ترجع إلى "الفراغ الكبير في الوعي بتاريخ المغرب وثقافته التاريخية، واقتصار معرفتهم على المادة التاريخية التي يتلقّونها في المدارس، والتي تتمّ في سنّ صغيرة وفي سياق إكراهات مدرسية، مما يجعل الكثير من المغاربة يرتكبون أخطاء ضد ذواتهم وأنفسهم". الأكاديمي المغربي المتخصّص في التاريخ بيّن أن "تاريخ المغرب الأقصى - من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال" يمكّن من التعرّف على مختلف الجوانب التاريخية للمغرب في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع عبر 600 صفحة، مقدّمة بشكل سهل وميسّر للأسرة والطالب، وأستاذ مادّة التاريخ، وحتى الناس البعيدين عن الثقافة بمعناها الضيّق. جبرون، الذي أصدر في نهاية السنة الماضية 2018 ، كتابا بعنوان "في هدي القرآن في السياسة والحكم.. أطروحة بناء فقه المعاملات السياسية على القيم"، يرى في كتابه الجديد حول تاريخ المغرب الأقصى "خدمة للثقافة المغربية والثقافة التاريخية"، موضّحا أنه يحاول السّير على رجلين لتحقيق نوع من التوازن في المشي؛ عبر المساهمة في تخصُّصه التاريخي، والبحث في جانب الفكر الإسلامي والإصلاح بالاشتغال على تاريخ الفكر السياسي وإشكالاته.