مثَل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الملك محمدا السادس في أشغال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية، التي تنعقد بالعاصمة اللبنانيةبيروت يومه الأحد تحت شعار "الإنسان محور التنمية". وتنعقد هذه القمة العربية بعد ستة أعوام من انقطاعها منذ قمة الرياض 2013 وسط غياب معظم الملوك والرؤساء العرب، إذ لم يشارك فيها سوى أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إلى جانب الرئيس اللبناني ميشال عون؛ بينما أوفدت باقي الدول رؤساء حكومات أو وزراء خارجية أو وزراء مالية. وتتركز أشغال هذه القمة على دراسة تقارير متابعة تنفيذ قرارات القمم التنموية السابقة (الكويت 2009، شرم الشيخ 2011، الرياض 2013)، والملفات المرتبطة بمنطقة التجارة الحرة العربية وبالأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى القضايا المتصلة بالسياحة والثقافة والاقتصاد الرقمي ومكافحة الفقر وتنمية المرأة والطفل ودعم الشباب. وذكرت تقارير دولية أن العديد من رؤساء الدول العربية ألغوا مشاركتهم في القمة الاقتصادية بعدما أكد ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول مشاركتهم، وأشارت المصادر ذاتها إلى اختلاف الدول العربية بشأن الملف السوري والنزاعات الداخلية في لبنان. وأوردت التقارير أنه "على الرغم من أن القمة العربية الاقتصادية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية التي ستعقد في تونس في مارس المقبل؛ لكنها شهدت حضور العديد من القادة عندما عقدت آخر مرة في الرياض". وافتتح الرئيس اللبناني ميشيل عون، اليوم الأحد، أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية الاقتصادية، وقال: "لسنا هنا لنناقش أسباب الحروب وإنما لمعالجة نتائجها على اقتصاد بلداننا". وأضاف الرئيس اللبناني أن "الحروب الداخلية وتفشى ظاهرة الإرهاب والتطرف واندلاع موجات النزوح واللجوء أثرت سلبا على مسيرة التنمية"، داعيا اللاجئين السوريين إلى العودة إلى وطنهم، ولاسيما للمناطق الآمنة التي يمكن الوصول إليها. وطالب رئيس الجمهورية اللبنانية، في كلمة بمناسبة افتتاح القمة العربية التنموية المنعقدة ببيروت بمشاركة 20 دولة عربية، بتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة الدول العربية المتضررة من أجل نهوضها وتطورها. وكانت الأشغال التحضيرية لهذه القمة قد انطلقت يوم الخميس الماضي على مستوى كبار الموظفين والخبراء في الدول العربية، تلاها اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والمالية العرب أول أمس الجمعة.