قالت زينب فاسيقي، رسامة كتب هزلية حول وضعية المرأة، إن الدارجة المغربية تغيب فيها كلمات تمكّن من كسر الطابوهات، موضّحة أن الكلمة الوحيدة الدالة على مثليي الجنس في العامية المغربية ذات حمولة سلبية. وفي سياق حديثها خلال "لقاء فاس الفني"، أضافت الفنانة المغربية أن العري الذي تستعمله في رسوماتها "لا يشيّء المرأة، لأن الجسد الأنثوي يجب أن يولى قيمته"، مبرزة أن مصدر هذا الاختيار هو القلق الذي تولد عندها كامرأة شابة بسبب الهيمنة الذكورية التي مسّت حياتها الاجتماعية والجنسية، رغم عدم معاناة أصدقائها الذكور من ذلك. النسوية التي تدافع عنها فاسيقي أساسها "الحرية، لا مهاجمة المُحجَّبات ومستعملات مساحيق التجميل، رغم تشييء هذه الأشياء للمرأة"، مضيفة أنها لا ترسم الكتب الهزلية فقط، بل تدعو أيضا الفنانات إلى أن يقلن لا أمام الهيمنة الذكورية بالمغرب؛ "لأنه إذا استطعتُ القيام بذلك، تستطيع فنانات أخريات فعله". واستشهدت فاسيقي بموقع "حشومة كوم"، الذي يستمد اسمه من اللفظ الدارج الدال على "ما هو عيب"، وقصده تكسير الطابوهات التي تواجه المرأة في المجتمع المغربي، و"الكتاب الهزلي" الذي له المقصد نفسه، مشيرة إلى معاناة العملين كليهما من محدودية الدارجة عندما يتعلق الأمر بالطابوهات. المرأة بالمغرب، حسب المتحدثة، يُتوقَّع منها ما يجب عليها وما لا يجب عليها فعله، لذا كان اختيار الفن مغامرة خاضتها فاسيقي وحيدة. ثم استرسلت متحدّثة عن مشروع "women power" الذي يقدّم روابط احترافية للنساء من أجل بدأ مسارهن، واكتساب تجربة. من جهتها، تحدّثت صابين فالر، عن مركز الفن والإعلام بألمانيا، عن فلسفة هذا المركز الفني التي تؤمن بالتعلم عبر الممارسة، من أجل فتح أبواب جديدة للناس عبر اكتشاف وجهات نظر جديدة، سواء كانوا أطفالا أو راشدين أو أكاديميين. دعوة الناس إلى اختبار تجارب إبداعية جديدة، حسب المتحدّثة، يكون "عبر ورشات تتم في غرف مظلمة تجمع فيها تحركات الأضواء الملونة في صورة واحدة، وفي ورشات التحريك عبر اللوحات الرقمية، وورشات تحويل أشياء يجب رميها إلى إبداعات فنية، أو عبر تعليمهم تصوير فيديوهات السيلفي وكيفية إخراجه بشكل أفضل". هدف هذه الورشات التدريبية ليس فنيا خالصا، فرغم امتلاك الناس للهواتف الذكية، فإن قليلين من يعرفون كيفية عمل هذه الهواتف، حسب صابين فالر، إضافة إلى التغيرات المستمرة للتقنية التي يصعب على الأساتذة مواكبتها، مما يبرز ضرورة توفير تدريبات مجانية حولها للتلاميذ، آملة أن تُخلق ثورة تبين للناس كيفية عمل التقنية، "رغم أن هذا لن يأخذ يوما واحدا، فحتى الأنترنت لم يطور في يوم واحد"، حسب تعبيرها.