يُواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربه مع الكونغرس من أجل إقناعه بضرورة تمويل بناء جدار الحدود مع المكسيك خلال سنة 2019، لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده. ولإقناع أعضاء الكونغرس بهذه الخطوة، قدّم الرئيس الأمريكي أدلة وحججا تعزز مقترحه ببناء جدار عازل على طول الحدود مع المكسيك، مشيرا إلى أن مثل هذه الأنظمة العازلة تم بناؤها في جميع مناطق العالم. وقال ترامب، في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن هناك 77 جداراً حدودياً رئيسياً عازلاً في جميع أنحاء العالم، مضيفاً أنه تم إنشاء أكثر من 800 ميل من الجدران في أوروبا منذ عام 2015 فقط لوقف الجريمة. وأضاف الرئيس الأمريكي أن هناك 54 دولة في طور التخطيط وبناء جدران عازلة، مؤكدا أن جميع الجدران التي تم بناؤها قريبة من النجاح بنسبة 100 في المائة. وقالت الصحف الأمريكية إن الرئيس الأمريكي يستند، في مرافعاته لصالح بناء الجدار المثير للجدل، على معطيات وإحصائيات سابقة صادرة عن وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين حول الجدران الحدودية في جميع أنحاء العالم. وأشارت المصادر الإعلامية ذاتها، كمثال على ذلك، إلى الجدار الرملي المغربي في الحدود الصحراوية الجنوبية الذي أنشأه الملك الراحل الحسن الثاني لوقف زحف التوغلات العسكرية لجبهة البوليساريو، وقالت إن "هذا الجدار المغربي البالغ طوله 1700 ميل أبقى على متمردي البوليساريو خارج المغرب". وتطرقت الصحف الأمريكية إلى السياج الشائك الفاصل بين الحدود المغربية الإسبانية في سبتة ومليلية المحتلتين، والذي تم تشييده لأول مرة في عام 1993 لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى الدول الأوروبية. ويُلوّح ترامب مرارا باللجوء إلى حالة الطوارئ الوطنية التي تخول له الحصول على التمويل المخصص للجدار الفاصل، والبالغ قيمته 5.7 مليارات دولار؛ لكن الحجج التي يقدمها الرئيس الأمريكي اليوم بخصوص نجاح جميع السياجات الفاصلة بين الحدود تبدو واهية وغير مقنعة، إذ سبق أن اقترح على جوزيب بوريل، وزير الخارجية الإسباني، أن تقوم مدريد ببناء سور عبر الصحراء من أجل حل مشكلة الهجرة إلى أوروبا؛ ما يعني أن السياجين الشائكين الموجودين في سبتة ومليلية لم ينجحا في القضاء على تدفق المهاجرين.