قال كريستوفر لوبيز روميرو، مطران الرباط، إن المسيحيين كانوا يعيشون قبل 2000 سنة بمختلف مدن المغرب، من بينها سبتة، ووليلي، والعرائش، نافيا بالقطع أن يكون المسيحيون قد جاؤوا إلى المغرب في عهد الحماية فقط. وفي سياق حديثه في ندوة "قيم الكرامة الإنسانية في الديانات الإبراهيمية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أمس الخميس، أضاف مطران الرباط أنه "من أجل تعظيم الله، يجب أن نقوم بكل شيء حتى يعيش الناس بكرامة"، وأكد على أنه لا يقبل ب"التسامح معه فقط"، بل يجب أن يرافقَ ذلك "احترام وتقدير متبادل ثم حب". من جهته، تحدّث جون كولانيا، مدير معهد "الموافقة" لعلم اللاهوت بالرباط، عن "التجربة الخاصة للمؤسسة الكاثوليكية والبروتستانتية في بلد مسلم"، موردا أنها تمكّن من "النقاش والتأطير والتعليم الديني، والمساهمة في الحوار بين الديانات والثقافات واحترام الإنسان"، معتبرا أن جزءا من هويَّتِها منذ خلقها في سنة 2012 وفتح أبوابها بالعاصمة في السنة الموالية، هو "التعاون والعمل في سبيل الآخرين". وتحدّث جمال الدين هادي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عن دور المؤسسات التربوية في نشر فكر المعرفة والحب وتقبل الآخر؛ لأن "الأرضية التي تنتج التطرّف هي أرضية الجهل الذي يؤدي إلى عُقد تولِّدُ الحقد على الآخر". ودعا هادي إلى قراءات للنصوص المقدَّسة "تربي المجتمعات على قيم السلام والمحبة، لا الحروب التي تتناقض مع قيم الديانات الإبراهيمية؛ لأن الاٍرهاب لا دين ولا وطن له"، مضيفا أن "النموذج الإبراهيمي يشكل المرجعية الجامعة للأديان ورسالات الله التي يجمعها الإيمان بالله تعالى والقيم الأخلاقية". واستحضر عميد كلية الآداب سياقات مساهمة المملكة في "حوار الحضارات والأديان" بدور دبلوماسيتها الدينية، وأحداث مثل الاستقبال المرتقب للبابا بالمغرب من طرف الملك محمد السادس، ثم عبّر عن سروره "لالتئام ممثلي الأديان السماوية في مدرج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس حتى لا يبقى حوار الحضارات والأديان في قاعات الدروس والمدرجات فقط". ونوّه المتحدّث ب"القيمة الإنسانية والحضارية" لندوة "قيم الكرامة الإنسانية في الديانات الإبراهيمية"، ورمزية الكلية وربطها بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان، "خصوصا أمام تنامي ظاهرة الإرهاب والغُلوِّ التي تتخذ شرعية القتل باسم الأديان"، من أجل "تأصيل ثقافة التواصل، والتصدي لدعاة الغلوِّ والفتنة بدل التعارف والحوار القائم على احترام التعدد الديني والتنوع الثقافي لإنتاج حضارة غنية بتعددها الديني واختلافاتها الثقافية، والبحث عن المشترك الإنساني المنطلق من النموذج الإبراهيمي المكرِّم للإنسان".