دخلت العلاقة بين مديري المؤسسات التعليمية، الابتدائية والإعدادية والثانوية، والمفتشين، من جهة، ووزارة التربية الوطنية، من جهة ثانية، مرحلة جديدة من التصعيد غداة توجيه المديريات الإقليمية التابعة للوزارة استفسارا إلى المديرين، لعدم حضورهم الاجتماعات المنظمة يوم 2 يناير الجاري. ويتهم مديرو ومديرات المؤسسات التعليمية وزارة التربية الوطنية بممارسة التضييق عليهم، و"السعي إلى تشتيت صفّهم"، عبر الاستفسارات الأخيرة الموجهة إليهم من طرف المديريات الإقليمية، إذا أعلنوا مقاطعة اجتماعات المديريات الإقليمية منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، ولم يُوجّه لهم أيّ استفسار حول أسباب الغياب. وقال محمد القدسي، رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الإعدادي والثانوي: "إنّ استفسار المديريات الإقليمية للمديرين عن سبب عدم حضور اجتماع يوم 2 يناير الجاري يبيّن أنهم يريدون نسْف نضالنا، لأن الاجتماع الذي يستفسرون عن سبب عدم حضوره انعقد عشيّة الإضراب الذي خُضناه يوم 3 يناير". وكانَ مدراء المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية والمفتشون والحراس العام والنظار خاضوا إضرابا عن العمل يوم 3 يناير الجاري، مرفوقا بوقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، انتهت بمسيرة في اتجاه مقر البرلمان. وتطالب الهيئة الإدارية للمؤسسات التعليمية وزارة التربية الوطنية بالاستجابة لعدد من مطالبها، المتمثلة، بالأساس، في "إطار منصف وعادل يصُون كرامة الأطر الإدارية التربوية ويَحفظ لها حقوقها وامتيازاتها"، وتحديد مهامهم بدقّة، تفاديا لتداخُل مهامّ أطر الإدارة التربوية، وتفاديا للإعفاءات التي عصفت بعدد منهم. في هذا الإطار، قال محمد القدسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنَّ الإضراب الذي نفذته الهيئة الإدارية التربوية يوم 3 يناير الجاري أعقبه إعفاء مديريْ مؤسستين تعليميتين في مدينة سلا، ومديرٍ آخر في مدينة الخميسات، "بداعي أنّهم لم يردوا على الهاتف لتقديم نسبة المشاركة في الإضراب إلى مصالح المديرية الإقليمية". ويسود احتقان كبير وسط أطر الإدارة التربوية بعد الاستفسارات الأخيرة الموجهة إليهم، إذا سارعت الجمعيات الممثلة لهم إلى إصدار بيانات وصفت الاستفسارات الصادرة عن المديريات الإقليمية ب"الابتزازية"، معبّرة عن "رفضها جملة وتفصيلا لهذا التصرف". ويبدو أنّ الاستفسارات الموجهة إلى أطر الإدارة التربوية ستؤجّج الاحتقان في صفوفها أكثر، إذ دعت بعض فروع الجمعيات الممثلة لهم إلى "الانخراط الجدّي في كافة الأشكال النضالية التصعيدية". وأكّد محمد القدسي هذا التوجه بقوله: "لازلْنا مقاطعين لاجتماعات المديريات الإقليمية، والتكوينات، وسنصعّد احتجاجاتنا، إذ سنخوض اعتصاما أمام مقر وزارة التربية الوطنية في تاريخ سنحدده لاحقا".