بعد تفكيك شبكة ضخمة تتاجر في المخدرات يتزعمها مواطن من أمريكا اللاتينية في مدينة بوجدور، والعثور على كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة وزوارق تهريب المخدرات في ضيعة تمتلكها الشبكة المفككة، أقدمت عصابة متخصصة في السرقة، بعد عصر يوم الأحد الماضي، على إطلاق النار على شاب ضواحي بوجدور. الشاب الذي تعرض للاعتداء من طرف أفراد العصابة أصيب بعيار ناري في عنقه، ونقل إلى مستشفى مدينة بوجدور، ثم إلى مستشفى مدينة العيون، نظرا لعدم توفر المستشفى الأول على المستلزمات الطبية الكفيلة بعلاج حالته، قبل أن يتمّ نقله على متْن مروحية طبية صوب المستشفى العسكري بالرباط نظرا لوضعيته الصحية الحرجة. وحسب الإفادات التي حصلت عليها هسبريس، فإن سبب إطلاق النار على الشاب المسمى "المحجوب. د"، كان بهدف السرقة، حيث عمدت العصابة التي أطلقت عليه النار، المكونة من أشخاص ملثمين كانوا على متن سيارة رباعية الدفع، إلى اعتراض سبيله رفقة مرافقيه، وإطلاق الرصاص الحي عليه ليصاب على مستوى الرقبة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإنّ المصاب كان على متن سيارة رفقة تجّار يشترون الفطر الموسمي الكمأ، المعروف شعبيا ب"الترفاس"، من المواطنين الذين يجمعونه ضواحي بوجدور، قبل أن تعترض سبيلهم عصابة مدجّجة بأسلحة بيضاء ونارية، عمد أحد أفرادها إلى إطلاق النار على الشاب المتحدّر من مدينة بوجدور، خشية التعرف عليهم، فيما وضع رفقاء مطلق النار السيف على رقبة سائق السيارة وسلبوه مبلغ خمسة عشر ألف درهم ولاذوا بالفرار. مصادر جمعوية من بوجدور أفادت بأن حادث إطلاق النار الذي جرى في منطقة تسمى لوجت الريمنة، ضواحي مدينة بوحدور، يشكل جرس إنذار للسلطات من أجل التحرك لحماية المواطنين الذين يقصدون تلك المنطقة الواقعة على بعد 150 كيلومترا من مدينة بوجدور لجمع "الترفاس"، وكذلك التجار الذين يشترونه من عين المكان، خاصة وأنّ حوادث السرقة في المنطقة من طرف العصابات تتم بوتيرة متكررة. وأضافت المصادر ذاتها أنَّ المناطق التي يتم فيها جمع "الترفاس" ضواحي مدينة بوجدور أصبحت قِبلة للعصابات المتخصصة في السرقة؛ ذلك أنّ التجار المشترين لهذا الفطر يقصدون المنطقة من مختلف المدن المغربية، ويحملون معهم مبالغ مالية مهمة، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من "الترفاس" من النوع الأبيض ما بين 180 و200 درهم. وحسب المصادر ذاتها، فإن العصابات التي تعترض سبيل الباحثين عن الكمأ والتجار المشترين له تتكون من أفراد يحوزون أسلحة نارية وأخرى بيضاء، ويستعملون سيارات الدفع الرباعي التي يتحركون بها في تراب الصحراء دون أن يتركوا أثرا نظرا لإخفاء لوحات ترقيمها. كما أن هذه العصابات تتحرك بحرية تامة، نظرا لغياب عناصر الدرك في المنطقة. الحادث زرع الرعب في نفوس المواطنين الذين دأبوا على الانتقال من مدينة بوجدور ومن الجماعات الترابية التابعة لها إلى المناطق التي يوجد بها "الترفاس"، الذي يتخذون من جمعه وبيعه مورد رزقهم. ولخص أحدهم هذا الخوف بقوله: "باغي نخرج نجمع الترفاس ولكن هادشي اللي وقع نهار الحد كيخلع".