بعد التذبذب الذي شهدته العلاقات المغربية المصرية في الآونة الأخيرة، يبدو أنَّ الطرفيْن يسيران في طريق تجاوز المثبطات التي وسَمت سماء العلاقات بينهما، بعد الشروع في التحضير لقمة مغربية مصرية. المباحثات التي جمعت وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره المصري، سامح شكري، أمس بالعاصمة المصرية القاهرة، تمخضت عن اتفاق الطرفين على التحضير لعقد "اللجنة العليا المشتركة"، دون تحديد موعد محدد لذلك. وزير الخارجية المصري سامح شكري قالَ، في المؤتمر الصحافي المشترك بينه وبين نظيره المغربي عقب المباحثات، إنّه تمّ الاتفاق على التحضير لعقد اللجنة العليا المشتركة، "بعد أن يتم إعداد مزيد من المُخرجات التي تخدم مصلحة البلدين والشعبين". وحاوَل وزيرا خارجيّتي البلديْن التقليل من "التوتر" الذي سادَ العلاقات المصرية المغربية منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة، إذ قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي: "التواصل بين البلدين مستمر، ولكنَّ الزيارة التي أقوم بها مهمة لأنها ستُمكن من توطيد العلاقات الثنائية والتشاور حول العلاقات الإقليمية والدولية". واعتبر بوريطة أنّ العلاقات المصرية المغربية "قوية وقائمة على أسس صلبة، وربما هي من أغنى العلاقات مع الدول العربية"، مشيرا إلى أنّ المباحثات التي جمعته ونظيره المصري "تمخضت عن اتفاق حول عقد لجنة الحوار السياسي والإستراتيجي قبل متم السنة الحالية". ولم يحدّد الطرفان أجلا معيّنا لعقد اللجنة العليا المشتركة، إذ اكتفى وزير الخارجية المصري بالقول: "هناك رغبة أكيدة لكلا البلدين في عقدها، ونحن نحضّر لهذا الحدث الهام حتى يكون في مستوى متانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين". وكانت العلاقات المغربية المصرية عرفت توتّرا حادا في بداية وصول عبد الفتاح السيسي إلى رئاسة مصر، إذ وصفتْ القناتان التلفزيونيتان المغربيتان الأولى والثانية، في خرجة متزامنة، حُكمه ب"الانقلابي على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي". ويبدو أنّ الطرفين يسيران إلى طيّ هذه الصفحة، إذْ كشف الوزير المغربي أنه "نقل تحيات الملك محمد السادس إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي"؛ بينما قال نظيره المصري إنّ المباحثات التي جمعت بينهما "تأتي من أجل دعم الإرادة السياسية القائمة بين البلدين، لاستمرار العمل المشترك على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".