حل وفد إيرلندي، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة المغربية الرباط، يترأسه رئيس مجلس النواب، شون أوفيريل. الوفد التقى برئيس مجلس النواب، لحبيب المالكي، لبحث علاقات البلدين واستعراض فرص تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية. وعقب استقباله من طرف المالكي، قال شون أوفيريل، في ندوة صحافية بمقر البرلمان، إنه اتفق مع نظيره المغربي على العمل المشترك والقيام بكل ما يمكن أن يعزز المبادلات التجارية وإنشاء لجنة صداقة مغربية إيرلندية للدفع بالعلاقات إلى الأمام. وأضاف أوفيريل أن "المغرب بلد كبير ب34 مليون نسمة مقارنةً مع إيرلندا البلد الصغير الذي يضم 5 ملايين نسمة، وهناك اليوم إمكانيات كبيرة ستكون مفيدة للبلدين في مجالات التجارة والاقتصاد والسياحة والتعاون". وخلال المباحثات بين الطرفين، أوضح المسؤول الإيرلندي، شون أوفيريل، أن بلاده تدعم مسار الأممالمتحدة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية. وتأتي هذه الزيارة بعدما قررت حكومة جمهورية إيرلندا فتح سفارة لها في المغرب، في إطار تعزيز تمثيلياتها الدبلوماسية عبر العالم عقب قرار بريطانيا المجاورة لها الخروج من الاتحاد الأوروبي وتأثير ذلك على إيرلندا كبلد ضمن الاتحاد. وقال شون أوفيريل جواباً على سؤال لهسبريس: "نحن ملتزمون باحترام بريكسيت، لكن نبحث عن شركاء جدد لتوسيع تواجدنا الدبلوماسي، وخلال بحثنا على الشركاء المثاليين وجدنا أن المغرب له كل المؤهلات ليلعب هذا الدور". وأضاف أوفيريل أن قرار فتح سفارة لبلاده في الرباط جاء "تبعاً للعمل النضالي الذي قامت به سفارة المغرب في العاصمة دبلن، التي ساهمت في الوصول إلى قرار فتح تمثيلية دبلوماسية إيرلندية في المغرب إلى جانب تمثيليتين قنصليتين حالياً". وفي مجال المبادلات التجارية، أشار رئيس البرلمان الإيرلندي إلى أن الميزان التجاري حالياً مرجح لفائدة بلاده، لكنه قال إن هذا الأمر يمكن تجاوزه من طرف المغرب بالتركيز على توسيع التبادل التجاري واستكشاف مؤهلاته السياحية، موردا أن السائح الإيرلندي "متقلب الأجواء وقد يجد في المغرب ضالته". من جهته، قال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، خلال الندوة الصحافية ذاتها، إن "زيارة رئيس مجلس النواب الإيرلندي إلى بلدنا تشكل بالنسبة للدبلوماسية البرلمانية حدثاً متميزاً"، مضيفا أن اللقاء عرف مناقشة مواضيع عدة تنوعت بين الاقتصاد والبيئة والتعاون والهجرة. وأكد المالكي أنه لمس "إرادة سياسة قوية لدى الوفد الإيرلندي لتقوية التعاون بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري"، وأضاف أن هناك "طموحاً لجعل المغرب بوابةً للتعاون جنوب-جنوب، خاصة أن المغرب وضع أسساً استراتيجية جديدة تهم كل ما له علاقة بتنمية القارة الإفريقية". وكشف المالكي أن رئيس البرلمان الإيرلندي أخبره بأن حكومة بلاده قررت فتح سفارة لها في الرباط خلال السنة الجارية أو السنة المقبلة على أكثر تقدير، وهو ما من شأنه أن يعزز العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية أكثر بين البلدين. وأقر رئيس مجلس النواب المغربي بأن "العلاقات التجارية المغربية الإيرلندية ضعيفة جداً، وتمثل أقل من 3 في المائة من مجموعة العلاقات التجارية الأجنبية للمملكة"، وأشار إلى أن "إيرلندا التي تضم 5 ملايين نسمة تستقطب 11 مليون سائح سنوياً رغم أن البلاد تعرف طقساً ممطراً طويلاً عكس ما هو موجود في المغرب".