أكد علي بونغو، رئيس الغابون، في خطاب رسمي وجهه من العاصمة المغربية الرباط إلى شعبه بمناسبة حلول السنة الجديدة 2019، أنه يشعر بتحسن وسيحل ببلده قريباً جداً. ويعد هذا الخطاب هو أول خطاب لبونغو، الذي يقضي فترة نقاهة في المغرب. كما يعتبر أقصر خطاب رسمي يوجهه إلى شعبه وبُث على وسائل الإعلام الغابونية ومواقع التواصل الاجتماعي ليلة اليوم الثلاثاء. وكان بونغو دخل، في أكتوبر الماضي، إلى المستشفى في العاصمة السعودية الرياض، إثر إصابته بوعكة قبل أن ينقل إلى الرباط لقضاء فترة نقاهة. وقال بونغو في الخطاب، الذي دام دقيقتين، إن السنة الماضية عرفت تطبيق عدد من الإجراءات القوية من أجل تحقيق التوازن المالي؛ لكن لم يستفض في هذا الموضوع وركز الحديث على صحته. وأشار الرئيس بونغو قائلاً: "عيشنا المشترك يشغلنا جميعاً، والشعب الغابوني لا يتجزأ، وستبقون دائماً في قلب اهتماماتي"، قبل أن يضيف قائلاً: "صحيح أني مررت بفترة صعبة وهذا يحصل أحياناً في الحياة، وهذه المحنة تغلبت عليها بفضل الله والناس المحيطين بي، وعائلتي على وجه الخصوص ولكن أيضاً بفضل دعمكم". وأوضح بونغو أنه في صحة جيدة وخاطب شعبه قائلاً: "اليوم كما تلاحظون أشعر بتحسن وأستعد للقائكم سريعاً جداً. وسأستمر في وضع كل طاقتي وقوتي لخدمة بلدنا من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين، وأتمنى لكم ولكن سنة سعيدة 2019، عيد الفرح والازدهار لبلدنا". وتفاعل عدد من الغابونيين والغابونيات مع الخطاب الرسمي لرئيسهم والذي بث على صفحة الرئاسة الغابونية على فيسبوك، حيث لاحظ أغلبهم آثار المرض على محياه؛ فيما تمنى له الآخرون الشفاء والعودة إلى بلاده، التي يرأسها منذ سنة 2009. وكتب بيلي بي نزي، وزير الشباب الغابوني، على صفحته تويتر عقب خطاب بونغو: "الآن وقد تمكن الجميع من رؤية الرئيس علي بونغو حياً، والذي تظهر عليه علامات المرض لكنه على قيد الحياة، هل يمكننا المرور إلى شيء آخر؟". وخلق غياب بونغو عن بلاده لفترة طويلة تساؤلات كبيرة في الساحة السياسية الغابونية، حيث سعت أحزاب من المعارضة لدى المحكمة الدستورية لإعلان شغور السلطة بموجب الدستور؛ لكنها لم تلب الطلب ونقلت السلطات جزئياً إلى رئيس الوزراء ونائب الرئيس. وكان الملك محمد السادس قام بزيارة بونغو بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، كما أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية أن بونغو يمضي مقاما طبياً من أجل إعادة التأهيل الطبي والنقاهة بإحدى المؤسسات الاستشفائية بالرباط. وأكدت الدبلوماسية المغربية أن هذا "القرار يأتي وفق رغبة الرئيس بونغو في اتفاق مع المؤسسات الدستورية لجمهورية الغابون وتماشياً مع رأي الأطباء المعالجين"، وأكدت في هذا الصدد على علاقات الصداقة والتضامن القوية التي تربط البلدان.