نظّمت وكالة التنمية الفلاحية، الأربعاء بمدينة بوزنيقة، ورشة لاختتام مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة بعد ست سنوات جرى فيها تكوين ومواكبة آلاف الفلاحين الصغار من أجل استعمال التقنيات الحديثة التي توصل إليها البحث الزراعي. وجرى تنفيذ هذا المشروع، الذي انطلق سنة 2013، في كل من جهتي سوس ماسة ومراكش أسفي، بتمويل الدولة المغربية وصندوق البيئة العالمي وبشراكة مع البنك الدولي وبإدارة وطنية من وكالة التنمية الفلاحية، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري. وبلغت تكلفة هذا المشروع 6.44 ملايين دولار، وهي عبارة عن هبة من صندوق البيئة العالمي، بهدف تشجيع استخدام تدابير الحفاظ على التربة والتنوع البيولوجي لدى أكثر من 8500 من صغار الفلاحين، ضمنهم 20 في المائة من النساء، في 7 مشاريع فلاحية تضامنية في 114 جماعة تابعة للجهتين. وقال المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، إن مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة، المعروف اختصارأً بASIMA، يندرج ضمن مشاريع مخطط المغرب الأخضر في دعامته الثانية التي تهتم أساساً بالمناطق الهشة والفلاح الصغير والمرأة القروية. وأوضح الريفي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المشروع عَمل على نقل بعض التقنيات الحديثة الذي توصل إليها البحث الزراعي في مجال حماية الأراضي الفلاحية والتربة وحماية التنوع البيولوجي إلى الفلاحين، خصوصاً أن هذه المناطق الجبلية تعاني من الهشاشة. وأشار المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية إلى أن هذا النقل استفاد منه الفلاحون، حيث عملوا على تجويد الإنتاج الفلاحي والتأقلم مع التغيرات المناخية والرفع من دخلهم وتحسين الظروف المعيشية، بعدما خضعوا لتكوينات خاصة بتقوية القدرات في مجالي التسيير الإداري والمالي ومواكبتهم وبناء وحدات الإنتاج وتجهيزها. وحسب المسؤول ذاته، فقد جرى، في إطار هذا المشروع، بناء عشر وحدات لتثمين المنتوج الفلاحي وتهم سلاسل إنتاج الزيتون وأركان والعسل والصبار والأعشاب العطرية، إضافة إلى أربعة أحواض لتجميع مرجان الزيتون من أجل الحفاظ على البيئة وتحويله إلى سماد للأرض. كما تم أيضاً وضع تقنية تحويل بقايا الأركان إلى علف للمواشي، وإنجاز مجموعة من المدرجات لمحاربة التعرية وتهم 180 هكتارا من الأراضي. وأورد الريفي أن هذه الإنجازات "كان لها وقع كبير على الفلاحين من خلال تحسين مدخولهم ورفع رقم معاملاتهم، وبالتالي المساهمة في التنمية المستدامة والحفاظ على المحيط البيئي؛ وهي من بين أهم الأبعاد الأساسية في مخطط المغرب الأخضر". وأشار المدير العام لADA، في الورشة الاختتامية للمشروع، إلى أن مكتسبات وآثار هذه المشروع الرائد سيتم تعميمها على باقي جهات المملكة وإدخالها ضمن مشاريع الفلاحة التضامنية؛ لكي يستفيد منها باقي الفلاحين الصغار. وقالت تاعرابت رشماين، رئيسة جمعية تامونت لإنتاج وتسويق زيت أركان المشتغلة بالصويرة، التي استفادت من المشروع، إن المنطقة استفادت من خلال إنشاء وحدتين لإنتاج الأعلاف من خلال بقايا أركان في إطار التثمين. وأشارت رشماين، في حديث لهسبريس، إلى أن هذا المشروع مكن الفلاحين والفلاحات من تحقيق دخل إضافي؛ وهو الأمر الذي عاد بالنفع على الإقليم، حتى باتت التعاونيات وتجمعات ذات النفع الاقتصادي تفكر في مشاريع أخرى مثل تربية الدواجن والماشية نظراً لتوفر الأعلاف محلياً. جدير بالذكر أن هذه الورشة الاختتامية للمشروع عرفت حضور بعض ممثلي التعاونيات المستفيدة، إضافة إلى ممثلي البنك الدولي بالمغرب والمعهد الوطني للبحث الزراعي والإدارات المركزية والجهوية التابعة لوزارة الفلاحية والجهات الدولية المانحة.