نظم المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة (الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة)، بمدينة وزان مؤخرا، لقاء دراسيا حول موضوع "خيارات تثمين المخلفات السلبية لمعاصر الزيتون بإقليموزان"، لتقييم الوضع البيئي الحالي وتحديد واقتراح الاجراءات الكفيلة بدعم الاقتصاد المحلي وفي نفس الوقت المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي. وأكد مدير المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة بجهة طنجةتطوان خالد التمسماني الريفي خلال هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليموزان جمال عطاري وحضره ممثلو الهيئات المنتخبة والتعاونيات والوحدات الإنتاجية وفلاحين، أن الغرض من تنظيم هذا اللقاء هو مساعدة الفاعلين الاقتصاديين المحليين والمنتجين على تطوير إنتاجهم بمواصفات حديثة وناجعة، و دعم المشاريع الفلاحية والصناعية الخاصة بزيت الزيتون بأساليب وقائية تحترم البيئة المحيطة، وكذا اتخاذ قرارات جماعية كفيلة بالمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن تقييم التلوث الناجم عن نشاط بعض معاصر الزيتون بإقليموزان سيمكن من وضع مخطط مديري محلي وجهوي لإزالة مختلف أنواع التلوث، خاصة التلوث الناجم عن مادة المرجان وغيرها من المواد الملوثة، وتأهيل المحيط البيئي لمعاصر الزيتون الموجودة بكثرة بمنطقة وزان، والتي لا تتوفر في غالبيتها على دفتر التحملات البيئية، وكذا التشجيع على الاستفادة من الدعم المادي والامتيازات المالية التي يقدمها صندوق إزالة التلوث الصناعي، الذي تشرف عليه وزارة البيئة والذي يساعد المنتجين المعنيين بنحو 40 بالمائة من قيمة المشاريع التي تمتلك مواصفات تحترم الشروط البيئية. وأشار إلى أن هدف المبادرات التي تقوم بها وزارة البيئة بتنسيق مع السلطات المحلية بإقليموزان بشكل خاصة ووجهة طنجةتطوان بشكل عام، تروم مرافقة الفعاليات المحلية في وضع وتنفيذ السياسات البيئية، وتحسين الحكامة البيئية بالوسط القروي ومواقع تثمين الزيتون، مع الأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع الاجتماعي والضرورة الاقتصادية وموقع هذا المنتوج الفلاحي والصناعي في الخريطة الاقتصادية المحلية والجهوية والوطنية. وتم خلال اللقاء عرض نماذج من الممارسات الناجحة والسليمة للتدبير العقلاني في تثمين الزيتون وإنتاج زيت الزيتون ،وطرق تحديد مخاطر التلوث الناجمة عن بعض المواد الكيماوية وتقييمها، والوسائل والأنظمة التقنية الواجب اعتمادها لتجنب التلوث واليات الحد من التلوث المائي، وفق مقاربة تشاركية ومندمجة تستدعي انخراط السلطات والهيئات المنتخبة والتعاونيات والجمعيات المهنية والمصالح الوزارية المعنية بقطاع الفلاحة. وأشارت العروض المقدمة إلى أن التلوث الناجم عن معاصر الزيتون عامة يمثل نصف الحمولة الملوثة الناتجة عن قطاع الصناعة الغذائية، ويؤثر هذا التلوث بشكل جوهري وواضح على المياه السطحية والجوفية والتربة وعلى عالية وسافلة حقينة بعض السدود ،مما يستدعي من جهة مضاعفة الجهود للوقاية وصيانة الموارد المائية ،ومن جهة اخرى تعميم انظمة التدبير البيئي في صناعة تثمين الزيتون. واعتبر المتدخلون أنه ورغم المشاكل التي قد تتسبب فيها عمليات عصر الزيتون وإنتاج نفايات سائلة وصلبة ملوثة، إلا أن هذا النوع من الزراعات يبقى أساسيا ليس فقط في بعده الاقتصادي والاجتماعي وخلق فرص الشغل وتحسين دخل الفلاحين خاصة منهم الصغار، بل وأيضا لدور هذا النوع الزراعي في مكافحة التعرية وانجراف التربة وتنقية الهواء والحفاظ على استقرار الساكنة المحلية والحد من الهجرة القروية. وتوجد بإقليموزان 343 معصرة للزيتون، منها 285 معصرة تقليدية و58 معصرة عصرية، وتشكل هذه الأخيرة 2 بالمائة فقط من المعاصر المتواجدة بالمنطقة إلا أنها تتسبب في 90 بالمائة من حالات التلوث. وتصل المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بإقليموزان 185 ألف هكتار، فيما يبلغ إنتاج المنطقة من الزيتون 230 ألف طن في أفق إنتاج 647 ألف طن سنة 2020 بتطور سيصل إلى نحو 181 بالمائة.