رفض المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة الأعمال التي يقوم بها مجموعة من القيادات البارزة؛ ضمنهم مصطفى بكوري، الأمين العام السابق، وأحمد اخشيشن، رئيس جهة مراكش أسفي، وعبد النبي بعوي، رئيس جهة الشرق، وآخرين ضمن ما بات يسمى وسط "البام" ب"لجنة الحكماء". وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية بأن اجتماع المكتب السياسي، الذي انعقد مساء أمس الثلاثاء، عبّر خلاله الحاضرون عن رفضهم لما يقوم به أعضاء اللجنة، مشددين على أن دورها كان يتجلى في القيام بمساع حميدة؛ "لكن تبين أن هناك عملية جمع المناضلين، خاصة بعد تصريح عبد اللطيف وهبي الذي يطالب فيه بحل المكتبين السياسي والفدرالي". وأوضحت مصادر الجريدة أن هذا التصرف والتصريح اعتبر في المكتب السياسي بمثابة "انقلاب على الشرعية الديمقراطية". بالتالي، الأعضاء اعتبروا أن "دور اللجنة انتهى، وستكون الاجتماعات المقبلة رسمية بتنسيق مع الإدارة". وحسب مصادر هسبريس، فإن حكيم بنشماش، الأمين العام ل"حزب الجرار"، عبّر عن غضبه من هذه التصرفات، واصفا ذلك "بمحاولة انقلاب على المؤسسات برمتها للحزب وليس على شخصه فحسب، وهذا انقلاب على الشرعية الديمقراطية للحزب ونوع من الوصاية والحجر على المناضلين". ولوّح أعضاء المكتب السياسي، وفق مصدر هسبريس، باتخاذ تدابير في حق المخالفين لتوجهات المكتب السياسي، حيث شددوا على ضرورة وضع حد لهذه التصرفات، مع إحالة المخالفين على لجنة أخلاقيات "البام"، في إشارة إلى القيادي المثير للجدل عبد اللطيف وهبي. واعتبر الحزب، في بلاغ له، أنه "لم ولن يفوض بتاتا لأي كان بأن ينصب نفسه بديلا عن مؤسسات الحزب، ويقرر بدلا عنها؛ فمؤسسات الحزب هي الوحيدة التي تمتلك كامل الصلاحيات القانونية لمباشرة مهامها، وفق ما يخوله لها النظامان الأساسي والداخلي، في اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بالحزب". ووضع المكتب السياسي فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، في موقف حرج، حيث وجه إليها صباح اليوم الأربعاء طلبا كتابيا من أجل عقد دورة المجلس في غضون شهر. وكشف مصدر هسبريس أن لجوء المكتب السياسي إلى مراسلة عمدة مراكش السابقة يرجع بالأساس إلى كونه يرغب في تفادي استعمال حقه الذي يضمنه له القانون الأساسي للحزب في الدعوة إلى عقد الدورة "وعمليا ليس ممكنا إحراجها تفاديا لمزيد من الشرخ وسط الحزب، لذا تمت دعوتها كتابيا للتأكيد على أننا قادرون على القيام بذلك في حالة امتنعت عن القيام بهذه الخطوة". وخلفت الاجتماعات التي يقوم بها أعضاء "لجنة الحكماء" مع الغاضبين من بنشماش في سوس ومراكش وغيرها توجسا لدى أعضاء المكتب السياسي للحزب، حيث اتهموا اللجنة بالترويج لعقد مؤتمر استثنائي في يونيو المقبل؛ وهو الأمر الذي سيجعل "البام" يعيد ترتيب أوراقه وتغيير تشكيلته التي قد تطيح بالقيادة نفسها.