تخليدا للذكرى 43 لاغتيال المناضل اليساري عمر بنجلون، اجتمع العشرات من رفاق دربه وبعض من قيادات التنظيمات اليسارية، مساء اليوم الثلاثاء، بساحة البريد في العاصمة الرباط، في وقفة بالشموع المضيئة، وضعوا لها شعار "من أجل كشف الحقيقة الكاملة عن الجريمة النكراء". الوقفة الرمزية التي دعا إليها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في إطار تخليد الذكرى 43 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون، جاءت بوجوه حقوقية بارزة، يتقدمها عبد الرحمان بنعمرو، أحد مؤسسي الحزب اليساري، وعبد الحميد أمين، عضو حزب النهج الديمقراطي، فضلا عن أسماء يسارية عديدة، التأمت جميعها للتنديد بالجريمة التي تعود أطوارها إلى سنة 1975. وندد المحتجون بالجريمة التي نفذتها "قوى ظلامية"، وفق تعبيرهم، وبغياب العدالة طيلة السنوات التي تلت اغتيال بن جلون، مرددين شعارات من قبيل: "مجرمون مجرمون..قتلة بنجلون"، "بنجلون رتاح رتاح..سنواصل الكفاح"، "بنجلون يا شهيد..يا شهيد الحرية والكرامة"، مطالبين بكشف ملابسات الاغتيال والاستجابة لمشروع بنجلون التحرري. وفي هذا الصدد، قال عبد الرحمان بنعمرو، أحد مؤسسي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن حزبه "قرر منذ اغتيال الشهيد عمر بنجلون أن يحيي ذكراه، كما يستعيد كل سنة مسار بقية الشهداء الذين قضوا في معمعة قول الحقيقة ومواجهة الظلم والاستبداد"، مشيرا إلى أن عمر رمز من رموز النضال داخل المغرب والعالم كاملا، باعتباره مكافحا لاستبداد الإمبريالية في العالم". وأضاف بنعمرو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عمر بن جلون رائد من رواد الفكر الاشتراكي، ومؤسسه داخل الحزب، كما أنه صنف نفسه ضمن الطبقة العاملة فكرا وممارسة"، مشددا على أنه "وقف ضد كل المزيفين المحسوبين على اليسار". وأبرز المتحدث أن "الوقفة تنتصب في العديد من المدن المغربية، وستستمر مسيرتها كل سنة إلى حين تحقيق المطالب التي ناضل من أجلها الشهيد، وهي مسيرة حتى النصر". من جهته، قال عبد الحميد أمين، عضو حزب النهج الديمقراطي، إن "الوقفة تأتي بمناسبة ذكرى اغتيال المناضل عمر بن جلون، الشهيد الذي كان مفخرة للشعب المغربي"، وأضاف أن "حضور أطياف أخرى غير أعضاء حزب الطليعة يعود إلى كون عمر هو ملك لجميع اليساريين المغاربة". وأبرز أمين، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "الاغتيال رغم مرور سنوات عن حدوثه، ورغم سعي القوى الظلامية والمخزن إلى طمس الحقيقة، فلا يمكن أن ينسى". وأردف المتحدث أن "قضية عمر حية في قلوب وذاكرة الشعب المغربي قاطبة، والقضايا التي ناضل من أجلها الشهيد مازالت حاضرة، وسيستمر اليساريون في الدفاع عنها إلى أن يتحرر المغاربة".