على غير العادة، ارتأى معهد سيرفانتيس الإسباني بالرباط أن يستهلّ أسبوع السينما الإسبانية بالمغرب بلقاء حول السلسة التلفزيونية La Casa de Papel، التي حققت شهرة واسعة في إسبانيا وخارجها، إذ لقيت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور في عدد من البلدان، وخاصة تركيا وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية، وامتدّ نجاحها إلى المغرب. ودأب معهد سيرفانتيس على استهلال أسبوع الفيلم الإسباني بالمغرب، والذي تُعرض فيه الأعمال السينمائية التي لقيت انتشارا واسعا، بندوة حول السينما الإسبانية.. "لكنّ النجاح الكبير الذي حققته السلسلة التلفزيونية La Casa de Papel دفعنا إلى أن نبدأ بها أسبوع الفيلم الإسباني"، يقول مدير معهد سيرفانتيس، خافيير سانشيز برونيتي. النجاح الكبير الذي حالف السلسلة التلفزيونية "البيت الورقي" عبّر عنه كاتب سيناريوهها، الصحافي والسيناريست خافيير كوميز بيريز، بقوله إن الشركة الأمريكية العملاقة Netfix المتخصصة في صناعة الأفلام والمسلسلات تحثّ منتجي السلسة على إنتاج الجزء الثالث منها، بعد أن صارت السلسلة الأكثر مشاهدة في تاريخ الشركة الأمريكية العملاقة. وقال خافيير كوميز بيريز إنّ ما أضفى على سلسلة La Casa de Papel مُتعة خاصة هو أن التصوير ركّز أكثر على الحركات، وليس على الحوار بين شخصيات السلسلة، إذ استطاعت الكاميرا أن تنقل إلى المشاهد ما لا تستطيع الكلمات أن تنقله، وذلك بالتركيز على المشاعر التي تعبّر عنها حركات وقسمات شخصيات السلسلة، "وهو ما يخلّف أثرا أكبر على المشاهد". وأوضح كاتب سيناريو "البيت الورقي"، التي تحمل شخصياتها أسماء مُدن عالمية، ك"برلين" و"هلسينكي"...أنّ عاملَ الزمن أضفى على السلسلة التلفزيونية الشهيرة جاذبية أكبر؛ ذلك أن المخرج عمل على استغلال الزمن بشكل أمثل، بتفادي تمطيط المشاهد، والتركيز في المقابل على التكثيف، مثل القصة القصيرة. النجاح الباهر الذي حققته السلسلة التلفزيونية La Casa de Papel لم يكن اعتباطا ولم يأت من فراغ، بل هو نتاج تصوّر واضح للواقفين خلفها، وعدم جريهم وراء الربح المادي. ويزكّي ذلك خافيير كوميز بيريز بقوله: "نحن فخورون بعملنا هذا، ورغم أن شركة نتفليكس تحثنا على إنتاج الجزء الثالث، إلا أننا لن نفعل إلا إذا تبلورت لدينا الحجة بأنّ ثمة حاجة إلى إنتاج جزء آخر من السلسلة". وأضاف المتحدث ذاته: "السلسة خلفت أثرا كبيرا على الجمهور، وخاصة المراهقون؛ ولم نكن نتخيل أنها ستحقق النجاح الكبير الذي حققته. وهناك إلحاح من طرف الجمهور على إنتاج الجزء الثالث، وهذا يجعلنا في موقف صعب، لأن إنتاج جزء ثالث يتطلب أن يكون في مستوى الجزأين الأول والثاني". من جهته عبّر مدير معهد سيرفانتيس بالرباط عن فخره بالنجاح الذي حالف سلسلة La Casa de Pael، ومساهمتها في توسيع دائرة انتشار اللغة الإسبانية، وهي اللغة الثانية في العالم بعد اللغة الإنجليزية، قائلا: "في العادة كان موظفو الشرطة في المطار يسألونني حين أهمّ بمغادرة أو العودة إلى المغرب، هل أشجع فريق ريال مدريد أم برشلونة، أما الآن فحين تمد جواز السفر إلى الشرطي لختمه ينظر إليك ويقول: آه La Casa de Papel".