اعتقل 1723 شخصا في فرنسا أمس، في السبت الرابع على التوالي من الاحتجاجات التي دعت إليها حركة "السترات الصفراء"، بعدما شارك في المظاهرات نحو 136 ألف شخص بحسب وزارة الداخلية. وفي باريس، فقط، اعتقلت السلطات 1082 شخصا، في حين أصيب 96 منهم عشرة عناصر من قوات الأمن، وفقا لما أكدته الشرطة الفرنسية في العاصمة. ومن بين إجمالي عدد المعتقلين أبقت الشرطة على ألف و220 شخصا رهن الاحتجاز، وفقا لما صرحت به مصادر من وزارة الداخلية في باريس. وأوضح المتحدث باسم الحكومة، بنيامين جريفو، في مقابلة مع إذاعة "Europe 1" أن "العنف، بشكل عام، كان أقل من الأسبوع الماضي"، مشيرا إلى أن "مستوى التوتر كان أدنى"، لكنه اعتبر أن "الوضع ليس مرضيا". ووفقا لتقديرات وزارة الداخلية فإن نسبة المشاركة من جانب حركة "السترات الصفراء" في المظاهرات التي دعت إليها، في كل أنحاء فرنسا، جاءت متساوية مع تلك التي شهدتها البلاد في فاتح شهر دجنبر الجاري. وأكد المتحدث نفسه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم يقدم أي خطابات طوال الأسبوع الماضي رغم خطورة الأوضاع، سيتحدث أوائل الأسبوع المقبل. واكتفى ماكرون، أمس السبت في أوج الاحتجاجات، بنشر رسالة عبر حسابه على موقع "تويتر" وجه فيها الشكر للمنتمين إلى قوات الأمن على "شجاعتهم واحترافيتهم الاستثنائية". وجاء العنف في باريس أقل حدة، مقارنة بيوم السبت من الأسبوع الماضي، بفضل الانتشار الأمني الضخم بثمانية آلاف عنصر، بالإضافة إلى تحرك أكثر فاعلية للتعامل مع أي واقعة. مع ذلك؛ تكررت مشاهد السيارات المحترقة والمتاجر التي تعرضت للنهب والتدمير، بالإضافة إلى الحواجز وسط الشوارع، وبالأخص في محيط "شارع الإليزي" و"ساحة الجمهورية". وبعيدا عن العاصمة، تطورت بعض مظاهرات "السترات الصفراء" إلى أعمال عنف في تولوز وسانت ايتيان وبوردو، على سبيل المثال لا الحصر، حيث أصيب متظاهر بجروح خطيرة بعد أن أمسك بيده قنبلة مسيلة للدموع. ومن بين الأحداث التي وقعت أمس، وامتدت طوال الليل في باريس وفي مناطق أخرى، يبرز إحراق سيارتين خاصتين تنتميان ل"جاكلين دوبوا"، النائبة عن حزب ماكرون بإدارة دوردونيي، عند منزلها في "فيزاك".