نقاشات مكثفة يحتضنها المنتدى الأممي للهجرة والتنمية، بمدينة مراكش، فعلى مدار 3 أيام من الفعاليات، انتقل التداول من تقييم السياسات وإبراز مكامن خلل سياسات الهجرة إلى التفكير في مستقبل المنتدى ودورته المقبلة التي ستعقد بدولة الإكوادور في أمريكا الجنوبية. أحد لقاءات المنتدى، المنعقدة اليوم الجمعة، استعرضت تجربة المنتدى على امتداد 10 سنوات، وأوضحت طبيعة الروابط التي نشأت بين مختلف الدورات ومخرجاتها، وكذا بين السياسات الوطنية والجهوية والمحلية، فضلا عن دراسة إمكانية دمج المنتدى في إطار عمل المنظمة الدولية للهجرة؛ وهو ما سيمكن من استخدام الموارد بشكل أكثر فاعلية، وتقديم خدمات كاملة. الحبيب نذير، الكاتب العام للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أكد أن لقاء اليوم هو فرصة لتتبع ومناقشة أهداف الميثاق العالمي حول الهجرة والذي سيتم اعتماده بعد يومين، مشيرا إلى أن كل الأطراف المعنية بالملف حاضرة في مراكش، من أجل مناقشة سبل مساهمة المنتدى في تبادل وتقاسم التجارب بين كل الأطراف المعنية. وأضاف نذير أن الهدف الرئيسي من المنتدى يبقى هو تنزيل الميثاق وضمان هجرة منظمة وآمنة على مستوى العالم، لافتا إلى أن المنتدى مفتوح على كل الأطراف المعنية بقضية الهجرة، من حكومات ومؤسسات دولية ومجتمع مدني، وزاد: النقاش يسهم في تقريب وجهات النظر وتبادل التجارب الناجحة من أجل تعميمها. وأوضح المتحدث أنه من بين الأهداف ضمان انطلاق شراكات متعددة الأطراف بين مختلف المؤسسات الدولية والحكومات، بالإضافة إلى مناقشة دور المنتدى في تنزيل الميثاق العالمي حول الهجرة. من جهته، أورد إدوارد نيسا، خبير ومستشار قانوني وسياسي في قضايا الهجرة، أن المنتدى يعرف نجاحا كبيرا، ومن الضروري ضمان استمراريته، حيث إن جميع الدول مصرة على مواصلة المجهودات في النسخ المقبلة، بحكم أنها ستتيح إمكانية التداول في قضايا الهجرة والتنمية. وأضاف نيسا أن النسخة المقبلة، التي ستقام في دولة الإكوادور، لا يزال النقاش حول أهدافها غير محسوم، لافتا إلى أن كل المجهودات على مستوى إقرار ميثاق أممي حول الهجرة لا تتعارض مع السيادة الوطنية للدول أو مع أجندة 2030 العالمية، مناديا بمزيد من العمل والتعاون المشترك من أجل إيجاد حلول عملية لمعضلة الهجرة. تجدر الإشارة إلى أن مراكش تحتضن، منذ يوم الأربعاء الماضي، المؤتمر العالمي للهجرة والتنمية بحضور شخصيات دولية ووطنية تشتغل في مجالات مختلفة؛ على رأسها أنطونيو فيتورينو، رئيس المنظمة العالمية للهجرة، وعبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وكوتر شميدت، السفير الألماني بالمغرب.