قال جيمس غراي، رئيس لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن ما يجعل الفيلم جيدا هو أن يكون صادقا مع نفسه، ومخلصا، وساعيا إلى حقيقته الخاصة. وأضاف غراي، في ندوة صحافية نظمت اليوم السبت بقصر المؤتمرات بمراكش، أنه من المستحيل أن يعزل الإنسان نفسه عن تجربته؛ لأنه في كل فيلم تكون عند المشاهد أحكام مسبقة. هذه الأحكام المسبقة في السينما، في رأي غراي، هي التي تملي علينا ما نراه جيدا، موضحا أن "هذا سبب اجتماع اللجنة التي يرى كل واحد فيها الفيلم بخصوصياته، وحمولته، ورؤيته، وأن كل مشاهد يعيش تجربة بذوقه الخاص مع الفيلم". ونفى غراي أن تقوم لجنة الدورة السابع عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بما سبق أن قامت به لجنة فرانسيس فورد كوبولا، مخرج الفيلم الرمز "العراب"، عندما أعطت جائزة مشتركة لجميع الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، رغم إبدائه تفهمه للدافع إلى ذلك لأن بعض الأفلام لا تعطى حقها، مجملا أن على لجنته الاختيار رغم ذلك. وقالت إلينا دوكروز، المخرجة الأسكتلندية، إنها لا تريد معرفة أي شيء عن الفيلم قبل مشاهدته، موضحة أن هذه طريقتها للإحساس بالفيلم والانفتاح على مضامينه بعيدا عن أحكام القيمة، وزادت أنها لا تريد حتى توقيع أفلامها لكي لا تقول إنها امرأة وإن النساء غير مُمَثّلات، لأن الفيلم يجب أن يعبر عن نفسه. من جهته، قال لوران كانتي، المخرج الفرنسي، إن ما يحبه في المهرجانات السينمائية هو التعددية التي تتيحها، وفرصة الخروج من فيلم ياباني من أجل اكتشاف فيلم إيراني، والانتقال بين أنواع الفيلم على اختلافها. وأثنى عضو لجنة التحكيم على اختيار المهرجان لأفلام أولى أو ثانية لمخرجيها من أجل المشاركة في المسابقة، مستحضرا تجربته عندما تمت المراهنة عليه في تجاربه الأولى، لأن المهرجانات تقبل بالمخاطرة حتى ترى إمكانية الاستمرار في هذا المضمار من عدمها. وتحدث دانييل بروهل، الممثل الألماني، عن الإلهام الذي تعطيه الأفلام التي أخرجها شباب يحضرون معهم طاقتهم للعالم، مؤكدا أهمية الاندماج بشكل خاص من أجل رؤية الأفلام الأولى والثانية على حقيقتها ومسارها الخاص، مشيرا إلى أن هذا هو التحدي المطروح. ورأت تاليا حديد، المخرجة المغربية العراقية، أن الحاجة إلى الأفلام الأولى والثانية للمخرجين الشباب تكمن في الرغبة في رؤية منعشة جديدة للعالم تقدم اليوم والغد المحتمل. وأكدت حديد أهمية كون غالبية أعضاء لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش نساء، معتبرة أن "ذلك وجه شيء جديد، والمعركة ما تزال مستمرة، وهذه بداية جيدة". وقالت داكوتا جونسون، الممثلة الأمريكية التي لمع نجمها في أفلام "فيفتي شايدس أوف غراي"، إن مسارها المهني ما زال شابا، وجاءت إلى مهرجان مراكش من منطلق العطش وحب المعرفة، واصفة المخرجين الشباب بأفلامهم الأولى والثانية بكونهم من أكثر الفنانين انتعاشا في الجيل الحالي. وعبرت جونسون عن عدم حملها أحكاما مسبقة حول العمل مع فنانين مخرجين جدد، واصفة فرصة القدوم إلى المهرجان من أجل مشاهدة الأفلام التي تحب مشاهدتها ب"العطاء الخاص". وذكرت إليانا دوكروز، الممثلة الهندية، أن الوضع في الهند يتغير بالنسبة للنساء لأن هناك أفلاما وأدوارا أكثر قوة تسند إليهن، معتبرة أنه "من الملهم أن تكون عضوا في لجنة تحكيم مهرجان مراكش التي غالبيتها نساء، لأن هذا يحدث فرقا، وربما تغييرا ببطء لكن بثبات، ربما حتى في السينما الهندية". بدوره، قال ميتشيل فرانكو، المخرج المكسيكي، إن مصدر إبداع أفلام بلده، وأمريكا الجنوبية بشكل عام، هو وضعية بلدانها المعقدة اجتماعية وسياسيا، موضحا أن "هذا مصدر إثارتها اهتمام المشاهد لأن لدينا ما نقوله ونعبر عنه". وأضاف ميتشيل أن ما يبحث عنه في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش هو شيء جديد لم يره من قبل حتى يحركه، مشيرا إلى إمكانية التعبير المتاحة اليوم لأن صناعة الأفلام ميسرة أكثر.