أماط المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يوم الاثنين الماضي، اللثام عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم لدورته ال17، والتي ستنعقد من 30 نونبر إلى 8 دجنبر 2018. وذكر بلاغ للمنظمين أن لجنة التحكيم ستضم أسماء وازنة في مجال سينما المؤلف، ومخرجين جريئين، وفنانين متعددي المواهب وفنانات لامعات ينتمون إلى ثمانية بلدان مختلفة ويمثلون حساسيات وعوالم فنية متنوعة. وهكذا سيكون المخرج الأمريكي جيمس غراي، رئيس لجنة التحكيم محاطا بثمانية مواهب فريدة في السينما العالمية. وأشار المصدر ذاته إلى أنه من الجانب النسائي تتكون لجنة التحكيم من الممثلة الهندية إليانا دوكروز (بارفي)، المخرجة المغربية تالا حديد (منزل في الحقول)، والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما (بدي شوف)، والممثلة الأمريكية داكوتا جونسون (أوقات سيئة في روايال، سوسبيريا) و المخرجة البريطانية لين رامسي (علينا الحديث عن كيفن، يوم جميل). ومن جانب الرجال، يضيف ذات البلاغ، يشارك في لجنة التحكيم الممثل الألماني دانييل بروهل (وداعا لينين !)، والمخرج الفرنسي لوران كانتي (بين الجدران، السعفة الذهبية ل2008)، والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو (بنات أبريل). بعوالمها السينمائية القوية ومساراتها الغنية، ستكون هذه الشخصيات التسع، بحسب المنظمين، مكلفة من 30 نونبر إلى 8 دجنبر بمهمة الفصل بين الأفلام ال14 المشاركة في المسابقة الرسمية واختيار الشريط الذي يستحق النجمة الذهبية 2018. كما ستعطي هذه الشخصيات، المعروفة بصرامتها على الشاشة الكبيرة، نظرتها ورأيها بخصوص تشكيلة من الأفلام تتكون أساسا من الشريط الأول أو الثاني لأصحابها. وخلص البلاغ إلى أن لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ستكشف عن نتائجها خلال حفل الاختتام الذي سيقام في 8 دجنبر 2018. أشرطة المسابقة الرسمية وأعلن منظمو المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن 14 شريطا ستتنافس في إطار المسابقة الرسمية لانتزاع النجمة الذهبية، والتي ستقام بين 30 نونبر و8 دجنبر 2018. وذكر بلاغ للمنظمين أن الأمر يتعلق بأفلام طويلة أولى أو ثانية لمخرجيها، وهو ما يؤكد الأولوية التي يوليها المهرجان لاكتشاف وتكريس المواهب الجديدة في السينما العالمية. وأضاف المصدر ذاته أن الأشرطة المنتقاة تعبر عن عدة عوالم سينمائية تنتمي إلى مناطق مختلفة من العالم بأربعة أفلام أوروبية (ألمانيا، النمسا، بلغاريا وصربيا)، وثلاثة من أمريكا اللاتينية (الأرجنتين والمكسيك)، فيلم واحد من الولاياتالمتحدة، وفيلمان من آسيا (الصين واليابان)، وأربعة أشرطة من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (مصر، المغرب، تونس والسودان)، مشيرا إلى أنه من بين الأفلام ال14 المتنافسة ستة أخرجتها نساء. وسيتابع المشاركون في المهرجان ومحبو السينما ما لا يقل عن 80 فيلما من 29 بلدا، موزعة على عدة فقرات تشمل “المسابقة الرسمية”، و”السهرات المسائية”، و”العروض الخاصة”، و”القارة 11″، و”بانوراما السينما المغربية”، و”الجمهور الناشئ”، و”عروض جامع الفنا”، و”عروض المكفوفين وضعاف البصر”، وفقرة “التكريمات”. كما سيتم عرض ستة أفلام مهمة تنتمي إلى “سينما المؤلف” في إطار السهرات المسائية للمهرجان. وقد اختار المنظمون افتتاح الدورة ال17، بشريط “على باب الخلود”، وهو فيلم “سيرة ذاتية” عن حياة وأعمال الرسام الهولندي الشهير فانسنت فان كوخ، من إخراج جوليان شنابل، أحد أشهر الفنانين والمخرجين في الوقت الراهن. ويشارك فيه تلة من الأسماء اللامعة في عالم التمثيل. كما يتضمن برنامج هذه الفقرة عروضا أولى للأفلام الجديدة لمخرجين بارزين مثل فاليريا غولينو (إيطاليا)، وألفونسو كوارون (المكسيك)، وبيتر فاريلي (الولاياتالمتحدة)، وأبوبكر شوقي (مصر)، ونادين لبكي (لبنان). أما في الاختتام، فسيعرض المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الشريط المتوج بالنجمة الذهبية للدورة 17. وأضاف البلاغ أن فقرة “عروض خاصة” ستقدم، من جهتها، تشكيلة واسعة من الأفلام القادمة من آفاق متنوعة (النرويج، ونيجيريا، وكولومبيا، وكينيا، والولاياتالمتحدة، ومصر، وفرنسا، والأرجنتين) ، مشيرا إلى أنه سيتم في المجموع عرض11 أفلام في إطار هذه الفقرة، وأن أسلوبها والمواضيع المتناولة فيها ستجذب وتغري جمهورا عريضا. وبخصوص فقرة المهرجان الجديدة “القارة 11” فستمكن، بحسب المنظمين، الجمهور العاشق للسينما من اكتشاف 14 شريطا روائيا ووثائقيا تتميز كلها بكتابتها الفريدة والمبتكرة لمخرجين جريئين ينحدرون من التايلاند، ولبنان، وكرواتيا، وجنوب إفريقيا، والنمسا، والفيليبين، والولاياتالمتحدة. كما ستكرم الدورة 17 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السينما المغربية في فقرة خاصة تحت إسم “بانوراما السينما المغربية”، والتي ستعرض في إطارها 7 أفلام مغربية حديثة تطمح إلى كشف مختلف أوجه السينما المغربية للمهنيين ووسائل الإعلام الدولية الحاضرة في المهرجان. وسعيا منه لتعريف الجمهور الناشئ بسحر السينما، يدشن المهرجان في دورته ال17 فقرة مخصصة للتلاميذ والجمهور الناشئ عموما من خلال عرض أفلام تحريك ذات صيت دولي، فضلا عن أخرى كلاسيكية. وكما جرت العادة كل عام منذ 17 سنة، ستعيش ساحة جامع الفنا بدورها على إيقاعات السينما العالمية طيلة أيام المهرجان، باحتضانها لعدة عروض وأشرطة معروفة وذات شعبية جماهيرية وأفلام الجمهور العريض من الهند والمغرب والولاياتالمتحدة وبلدان أخرى. ووفاء منه لالتزامه الاجتماعي، يضيف البلاغ، يخصص المهرجان الدولي للفيلم ستة عروض للمكفوفين وضعاف البصر، محافظا بذلك على هذا الموعد السينمائي الهام، لافتا إلى أن هذه الأفلام، التي ستعرض بطريقة الوصف الصوتي، ستمكن الجمهور من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستمتاع بهذه البرمجة الخاصة. تكريم وتكرم الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي، تكريما لأعماله ومسيرته الفنية، بحسب ما أفاد به المنظمون. وذكر بلاغ للمنظمين أن المهرجان سيمنح هذه السنة النجمة الذهبية للجيلالي فرحاتي، الوجه السينمائي المغربي المميز بعطائه ومسيرته الحافلة، إلى جانب كل من روبير دونيرو وروبين رايت وانييس فاردا، مشيرا إلى أن المخرج المغربي، بمسيرة تجاوزت ال30 سنة من العطاء، نال خلالها جوائز على المستوى الوطني والدولي في أرقى وأعرق المهرجانات، وضع اسمه ضمن مؤسسي السينما المغربية المعاصرة وواحد من أعمدتها. وقال الجيلالي فرحاتي “إنه شرف عظيم لي، وفخور بهذا التكريم تقديرا لعملي. خصوصا أنها مبادرة من قبل مهرجان دولي كبير. إنه لأمر مطمئن معرفة أننا نحتل مكانا في الصناعة السينمائية العالمية”، بحسب المصدر ذاته. ولد الجيلالي فرحاتي في 1948 بمنطقة آيت واحي قرب الخميسات، ونشأ في طنجة التي احتضنته وشكلت شخصيته. ودرس المخرج المغربي الأدب وعلم الاجتماع في فرنسا فولع بأبي الفنون قبل أن ينتقل إلى السينما ويخرج فيلمه الطويل الأول “جرح في الحائط” في 1977، الذي لفت الانتباه إليه في أسبوع النقاد بمهرجان كان بفرنسا. وسيعود فرحاتي إلى كان في 1982 لكن هذه المرة ضمن فئة “أسبوعا المخرجين” من خلال فيلمه “عرائس من قصب” الذي فاز بجائزة الإخراج، وجائزة أفضل دور نسائي لسعاد فرحاتي، ضمن المهرجان الوطني للفيلم. وفي 1991 شارك المخرج المغربي بفيلمه الطويل “شاطئ الأطفال الضائعين” في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية، كما فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم، ثم الجائزة الكبرى وجائزة أفضل ممثلة لسعاد فرحاتي في بينالي السينما العربية بباريس سنة 1992ن والجائزة الكبرى في مهرجان السينما الإفريقية بميلانو، والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، وجائزة أفضل مساهمة فنية في مهرجان نامور، والبرونز في مهرجان دمشق سنة 1993. وبقي فرحاتي وفيا للمواضيع الاجتماعية، القريبة من المعيش اليومي للإنسان، ويضرب موعدا جديدا مع الجوائز بفيلمه “خيول الحظ” سنة 1995، حيث فاز بالجائزة الكبرى بالمهرجان الوطني للفيلم، وتنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان قرطاج 1996، والجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بميلانو في 1997. ومع بداية الألفية أنجز فرحاتي فيلم “ضفائر” سنة 2000، الذي حصل على الجائزة الثالثة في المهرجان الدولي للرباط، وجائزة أفضل ممثلة لسليمة بنمومن في مهرجان قرطاج، والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم بمهرجان تطوان للسينما المتوسطية 2001. وسيكون فرحاتي واحدا ممن أسسوا لموجة أفلام جعلت من التاريخ المعاصر والذاكرة موضوعا مركزيا لها من خلال فيلم “ذاكرة معتقلة” سنة 2004. حيث استقبل الفيلم بترحيب كبير وطنيا ودوليا، فحاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة الدولي، والجائزة الكبرى بمهرجان روتردام للسينما العربية، وجائزة الإخراج في الدورة الأولى من مهرجان السينما المغاربية بوجدة، والجائزة الكبرى بمهرجان السينما المتوسطية بتطوان، وجائزة خاصة من لجنة تحكيم المهرجان الدولي بالرباط، وتنويه خاص من لجنة تحكيم الشباب بمهرجان مونبوليي بفرنسا، والجائزة الخاصة بلجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والجائزة الكبرى وجائزة أفضل ممثل بمهرجان بانافريكانا بروما، وجائزة الجمهور بالمهرجان الإفريقي بطريفة(إسبانيا). وفي سنة 2010 فاز فيلمه الطويل “عند الفجر” بجائزة السيناريو في مهرجان دبي السينمائي الدولي. ونال فيلمه الطويل “سرير الأسرار” في 2013 جائزتي أفضل سيناريو وأفضل صورة في المهرجان الوطني للفيلم. وفي فيلمه الأخير سنة 2018 “التمرد الأخير”، يعود فرحاتي إلى تيمة التوثيق لأحداث معاصرة شكلت تميزه السينمائي، وكعادته حافظ المخرج الكتوم على شاعرية في تعامله مع القضايا القوية لمجتمعه. وقبل أن يكرم الجيلالي فرحاتي في هذه الدورة من مهرجان مراكش الدولي، كان عضوا في لجنة تحكيم الدورة 12.