الصورة: زعيم انفصاليي البوليساريو علمت "هسبريس" من مصادرها بمدينة العيون أن جبهة البوليساريو أعطت الضوء الأخضر لبعض مناصري الطرح الانفصالي بالقيام بحملات ترويجية لدعوة سكان المناطق الجنوبية للمغرب بمقاطعة الانتخابات والإحجام عن الإدلاء بأصواتهم في اقتراح 25 نوفمبر المقبل. هذه الحملة جندت لها البوليساريو، ومن ورائها "الشقيقة" الجزائر، فاعلين ميدانيين يقومون باختراق التجمعات السكنية بالعيون ومطالبتهم بالإحجام عن التصويت، كما حشدت لها بعض المواقع الإلكترونية المعروفة بعدائها للمغرب ولقضيته الوطنية. وخدمة لهذا المشروع المناوئ للوحدة الترابية للمغرب، قامت البوليساريو بإطلاق حملة إعلامية أطلقت عليها"الحملة الصحراوية لمقاطعة الانتخابات"، عُهد بتنفيذها إلى راديو "اميزرات" الناطق باسم الجبهة وبعض المنابر الإلكترونية المموّلة من المساعدات الدولية لسكان المخيمات. هذه الحملة الدعائية تحاول حشد ساكنة أقاليمنا الجنوبية ضد الانتخابات المقبلة، معتبرة أن المشاركة في هذا الاستحقاق هو "تكريس لأطروحة الاحتلال" وهو بمثابة مساهمة في "إطالة معاناة الشعب الصحراوي". مصادر محلية، أوضحت ل"هسبريس" أن البوليساريو لم تقف عند هذا الحد بل تجرأت على التجني على الحقيقة من خلال ادعاء أن قبائل معروفة بمواقفها الوطنية الراسخة سوف تقاطع الانتخابات، مثل قبيلة أزركيين، وهو ما اضطر هذه الأخيرة إلى تعميم بلاغ للرأي العام الوطني والدولي تشيد فيه بمشاركتها في الانتخابات المقبلة، وبالجو العام الذي تتسم به هذه الاستحقاقات، مع تكذيبها لمغالطات البوليساريو. في نفس السياق، أوضح أحد أعيان مدينة العيون أن البوليساريو تحاول من خلال هذه التحركات، الحد من المشاركة في الانتخابات بالمناطق الجنوبية للمغرب، لتقديم انطباع للرأي العام الدولي بأنه هناك نفور لساكنة هذه الأقاليم من المشهد السياسي المغربي، وبالتالي اللعب بورقة إخضاع هذه المناطق لولاية دولية، ناسية أن أعلى نسبة المشاركة تم تسجيلها في الانتخابات التشريعية لسنة 2007 والانتخابات البلدية لسنة 2009 كانت بمدن الجنوب المغربي، حيث تجاوزت النسبة 67% في مدن العيون والسمارة وأسا الزاك والداخلة وكلميم. هذه المحاولات تسعى حسب أحد الباحثين إلى الربط بين دعوة المقاطعة الصادرة عن البوليساريو والمخاض العميق الذي تعرف الجبهة على المستوى الداخلي، لاسيما بعدما تزايدت حدة الاحتجاجات الاجتماعية داخليا، خصوصا بعدما أقدم الجيش الجزائري وميليشات البوليساريو على تصفية أحد المهربين يدعى إبراهيم السويح من قبيلة أزركيين، يوم الجمعة الماضي، مما أجج فتيل التطاحنات الداخلية، وأعطاها بعدا تمييزا بين القبائل، جعل البوليساريو تبحث عن متنفس خارجي تصريف أزماتها الداخلية. وعلى صعيد آخر، علمت "هسبريس" أن دعوات المقاطعة الصادرة عن البوليساريو لقيت حالة استهجان عارمة من طرف القبائل الصحراوية، التي شرعت في إعداد بيانات للرأي العام، مثلما فعلت قبائل أزركيين، تثمن فيها استحقاقات 25 نوفمبر المقبل، وتعلن بموجبها عن مشاركتها الواسعة فيها.