تعهّد رودي ديموت، وزيرٌ رئيسُ فدرالية والوني-بروكسيل، بأن لا تدَّخر حكومة بلادهِ جُهداً في سبيل تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وبلجيكا، وتعزيز التشاور الثنائي بينهما بما يتماشى والمصالح المشتركة، خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي والأمني، معتبرا أن "ليسَ هناك بلد في أوروبا الغربية يستقبلُ المغاربة أكثر من بلجيكا". ويأتي تصريحُ رئيس فيدرالية والوني-بروكسيل، وهو إقليم من ضمن الأقاليم الثلاثة المكوّنة لبلجيكا التي يسود فيها استخدام اللغة الفرنسية، على هامشِ الزيارة التي تقوم بها الأميرة أستريد، ممثلة العاهل البلجيكي الملك فيليب، إلى المغرب من 25 إلى 30 نونبر الجاري، على رأس وفد هام يضم عدة وزراء فيدراليين وجهويين، ونحو 400 فاعل اقتصادي يمثلون أزيد من 250 شركة. وقال ديموت في تصريح لهسبريس: "هناك وزراء في الحكومة البلجيكية من أصول مغربية مثلَ فضيلة لعنان، التي تحمل حقيبة الثقافة والإعلام، وهي امرأة قدمت من أسرة مغربية هاجرت من المغرب واستقر بها الحالُ في بلجيكا، بالإضافة إلى الوزير المكلف بالشباب في حكومة والوني-بروكسيل، رشيد مرغان، وزعيم المعارضة الوطنية هو أيضاً من أصول مغربية". وأضاف المسؤول الحكومي أن "بلجيكا تستقبل جالية مغربية هامة، وتريد أن تعيد للمغرب ما قدمه لها، من خلال إقامة عدد من المدارس التعليمية"، مبرزا أنه "تمَّ تخصيص كوطا من أجل تمكين بعض الفئات من الولوج إلى هذه المدرسة دون إلزامها بدفع مصاريف التمدرس". وأبرز الوزير أن "العلاقات المغربية البلجيكية لا يجبُ أن تقتصرَ على الجانب الاقتصادي الصرف، وإنما يتعين أن تمتدَّ لتشملَ أيضاً كل أشكال التعاون الثقافي والتربوي"، مشيراً إلى أن "ثنائية التطور الاقتصادي وتطور التعليم هي السبيل نحو ضمان مستقبل مشترك وأفضل"، قبل أن يزيدَ أن بلجيكا تفضل "إقامة جسور مع المغرب". وفد البعثة الاقتصادية الذي تقوده الأميرة مكون من نائب الوزير الأول البلجيكي وزير الشؤون الخارجية والأوروبية، ديدييه رايندرز، ووزير الدولة الاتحادي للتجارة الخارجية، بيتر دي كريم، ووزير اقتصاد والون، بيير إيف يهوليت، ووزير الدولة لمنطقة بروكسل. ويتمثل الهدف الأساسي للبعثة البلجيكية، التي ترأستها الأميرة أستريد، في بث دينامية جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبالإضافة إلى عقد المنتدى المغربي البلجيكي، وندوات ولقاءات أعمال ثنائية، سيتميز هذا الحدث بتوقيع عشرين اتفاقية تهم مختلف القطاعات. وحسب وسائل إعلام بلجيكية، فإنّ الزيارة "تضمُّ 469 مشاركا، من بينهم وزير الشؤون الخارجية، ديدي ريندرز، وكاتب الدولة في التجارة الخارجية، بيتر دي كرام، وغيرهما من المسؤولين، لتسليط الضوء على النمو الاقتصادي المتزايد للمغرب باعتباره بوابة الدخول إلى القارة الإفريقية".