عقدت مجموعتان بلجيكيتان رائدتان دولياً في مجال صيانة الطائرات العسكرية اتفاقاً بهدف تعزيز تعاونهما في المملكة المغربية، واستهداف بلدان القارة الإفريقية بأنشطتهما المتعلقة بالصيانة وإصلاح وتحديث آليات الطيران العسكري. ووفق بلاغ صادر عن المجموعتين البلجيكيتين "سابكا" و"سابينا أيرو سبيس" فقد جرى توقيع مذكرة تفاهم تهم تعزيز شراكتهما، عقب الزيارة التي قام بها الأسبوع الجاري وفد اقتصادي رفيع المستوى من بلجيكا إلى المغرب لبحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي. وبناءً على هذا الاتفاق، ستقدم المجموعتان في المرحلة الأولى خدمات الصيانة والإصلاح والتحديث لطائرات النقل العسكري من نوع "لوكهيد سي 130"، إضافة إلى أنواع أخرى من الطائرات العسكرية من بينها "F16" و"الميراج F1" والطائرات العمودية من نوع "أغوستا أ 109". وستقدم هذه الخدمات المشتركة بين المجموعتين بالأساس للقوات الجوية الملكية المغربية، كما تطمحان أيضاً إلى تقديم خدماتهما لبلدان إفريقية أخرى انطلاقاً من جعل المغرب منصة إقليمية للصيانة العسكرية. وهذه الخطوة تعتبرها الشركتان خياراً إستراتيجياً لتطوير أنشطتهما دولياً. وقال ثيبولد جونغن، الرئيس المدير العام لمجموعة "سابكا"، في تصريح نقله البيان الصحافي: "إن الخبرة المكتسبة من خلال فرعنا في المغرب إيجابية للغاية، فاليد العالمة مؤهلة للغاية والحكومة المغربية تشجع التنمية الصناعية، وبلدانا يسعيان إلى تعزيز تعاونهما". وأضاف المسؤول أن المجموعتين تقومان بإنتاج تجمعات لطائرات إيرباص وداسولت للطيران منذ عام 2012، وزاد: "في ما يخص صيانة الطائرات لدينا روابط قوية مع المغرب من خلال تحديث أساطيل الميراج F1 وألفا جيت. هذه تجربة ناجحة ونحن حريصون على كتابة فصل جديد من تعاوننا مع المغرب". ومنذ سنة 2014، طورت "سابينا أيرو سبيس" نموذجاً للشراكة في عدد من البلدان الأوروبي والشرق الأوسط وإفريقيا يجمع بين المساعدة التقنية والتدريب، واليوم طورت شراكتها مع المغرب لتقديم حلول بخبرة بلجيكية عالمية في مجال الفضاء الجوي. وتروم هذه الاتفاقية الجديدة تمكين المغرب من تطوير شراكة إستراتيجية على المدى البعيد مع فاعل صناعي مستقر على أرض المملكة منذ سنوات من أجل الرفع من فاعلية الأسطول المغربي وتقوية الخبرة المحلية في مجال الطيران. ولدى الجانب البلجيكي قناعة كبيرة بالإمكانيات الوافرة للتعاون الاقتصادي الثنائي المربح مع المغرب، خصوصاً أن بلجيكا تراهن على جعل السوق الإفريقية أولوية في علاقاتها الاقتصادية الدولية؛ وذلك جلي من خلال تسجيل ارتفاع في حجم الصادرات البلجيكية نحو القارة الإفريقية. ويأتي هذا الاتفاق على هامش زيارة وفد رفيع المستوى من بلجيكا يضم عدداً من الوزراء الفيدراليين والجهويين، وحوالي 400 فاعل اقتصادي يمثلون 251 مقاولة من قطاعات إنتاجية متنوعة، ومنها بالخصوص قطاعات الكيمياء والطاقات المتجددة والنقل واللوجيستيك والصحة لبحث سبل التعاون والشراكات مع المغرب. ورغم العلاقات الوطيدة التي تربط بين المغرب وبلجيكا، لازالت المبادلات التجارية دون المستوى، فالمغرب يحتل المرتبة 44 ضمن زبناء بلجيكا، والمرتبة 61 من بين مورديها. وتقدر قيمة صادرات المقاولات البلجيكية نحو المغرب حسب إحصائيات سنة 2017 بحوالي 889.7 ملايين أورو، أما الواردات فكانت في حدود 332.8 ملايين أورو. وتتشكل حوالي 40 في المائة من الصادرات المغربية نحو بلجيكا من المنتجات الكيماوية، تليها المنتجات الغذائية ب 10.3 في المائة، والنسيج ب10.1 في المائة. أما أهم صادرات بلجيكا نحو المغرب فتضم أساساً الآلات والأجهزة بنسبة 20.2 في المائة، والمواد الكيماوية بنسبة 15.3 في المائة.