تمكن بوشعيب المسعودي من الجمع بين خبرته في المجال الطبي بصفته طبيبا متخصصا في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، واهتماماته المرتبطة بالمجال السينمائي باعتباره واحدا من النشطاء في مجموعة من المهرجانات السينمائية والوثائقية داخل المغرب وخارجه، من خلال تأليف كتاب جديد بعنوان "الثقافة الطبية في السينما"، عبر التعاطي مع عينة من الأفلام. وقسّم المسعودي محتويات كتابه على عشرة فصول مؤطّرة بين الفصل ما قبل الأول حول ثقافة الطب في السينما الذي تناول فيه "طبيعة العلاقة بين الطب والأدب"، و"ثقافة المرض في السينما"، والسنيما كأداة تعليمية في الطب"، و"ثلاثية الطبيب المخرج توماس ليلتي "Tomas Lilti"، و"المسلسلات الطبية"، والفصل الأخيرة الذي تطرق فيه إلى "الطب والسينما في حوار الدكتور بوشعيب المسعودي" بقلم الكاتب والناقد والإعلامي الطاهر الطويل. وتنوعت المواضيع المشار إليها في الكتاب بحسب الفصول، حيث عنونها بوشعيب المسعودي ب"السينما والتدخين"، "السينما والإعاقة"، و"السينما والمنغولية"، و"السينما ومرض السيدا"، و"السينما والمرض الخبيث"، و"السينما والبدانة أو السمنة"، و"السينما وداء السكري"، و"التوحد والسينما"، و"التبرع بالأعضاء والسينما"، و"الروماتيزم والسينما". الصحافي والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي قال، في مقدمته للكتاب، إن "بوشعيب المسعودي، باعتباره طبيباً، يقرّبنا في كتابه الجديد "الثقافة الطبية في السينما" (2018) من عوالم الأمراض عبر معطيات تعرف بآفات التدخين والسمنة والسرطان والسيدا... وأسبابها وطرق العلاج منها. كما يطلعنا، باعتباره سينفيلياً وعاشقاً لمشاهدة الأفلام المتنوعة منذ مراحل التعليم الأولى، على كيفيات حضور هذه الأمراض في عينات من الأفلام الأمريكية وغيرها". وأضاف سيجلماسي أن "الدكتور المسعودي جمع في هذا الكتاب بين ثقافتين: الثقافة الطبية والثقافة السينمائية، وبهذا الجمع أبان لنا بأن السينما كفن يمكنها أن تضطلع بأدوار مهمة لفائدة المجتمع والإنسان، تتجلى بعض هذه الأدوار في التحسيس بخطورة بعض الأمراض وإدانة المتسببين في انتشارها واستفحالها، وما أحوجنا إلى كتب من هذا النوع بأسلوبها البسيط والواضح وبصدق مؤلفها ورغبته في تقاسم ما لديه من معارف مع الآخرين". يشار إلى أن بوشعيب المسعودي أصدر، في وقت سابق، كتاب "الوثائقي أصل السينما" (2012)، ومجموعة قصصية "شذرات من حياتي، شيء من الواقع وشيء من الخيال" (2017)، وشارك في كتب جماعية ك"شفشاون في عيونهم" (2012)، و"حقوق الإنسان في الفيلم الوثائقي، تجليات" (2015)، و"المدينة والفنون في السينما" (2016)، و"الصمت في السينما" (2018)، و"تماما كالأصابع"(2018)، وله مشاركة في مشروع التخرج "سيميائية الجسد في الفن الإفريقي" بمراكش (2017)، ومؤلف مسرحية "حرڭة" التي فازت بجائزة أحسن نص في إقصائيات جهة بني ملالخنيفرة لجمعية أصدقاء الجم للمسرح المدرسي، وبالجائزة الثالثة للمسرح المدرسي بإقليم خريبڭة (2018).