احتضنت ساحة بوشنتوف بالدارالبيضاء مساء الأحد الماضي، لقاء ثقافيا حول تقديم كتاب الدكتور بوشعيب المسعودي “الثقافة الطبية في السينما “ضمن فعاليات المعرض الوطني للكتاب المستعمل في دورته الثانية عشر، والذي يستمر إلى غاية السادس عشر من الشهر الجاري. وبعد كلمة ترحيبية تناولها القاص محمد محضار، كان للحضور الكريم موعد مع الدكتور بوشعيب المسعودي الذي تحدث في كلمة مقتضبة عن مؤلفه، مركزا على العلاقة القوية التي جمعته كطبيب مختص، بعالم السينما عامة والفيلم الوثائقي على الخصوص باعتباره مديرا للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، ومؤكدا على أن الطب والأدب والفن عناصر تنصهر كلها في بوثقة واحدة، قوامها خدمة الإنسان والحد من معاناته وآلامه. وتكلف القاص محمد محضار بتنشيط فقرات هذا اللقاء الثقافي الماتع، فيما قدم الأستاذ نورالدين دوامي قراءة مستوفية للمؤلف، إذ تناول بتفصيل علاقة الطب بالأدب والسينما، باعتبار الكاتب طبيب مهتم بالكتابة الأدبية عامة والسينما الوثائقية على الخصوص. وأوضح المبدع نورالدين دوامي في معرض حديثه أن السينما قد نجحت في توظيف تيمة المرض في إثارة المتتبع، ملفتا إلى أن الكاتب بوشعيب المسعودي قد استعرض عينة من الأفلام العالمية التي وظفت تيمة المرض لخدمة المادة السينمائية مثل “غرفة الرعب”. “فيلادلفيا ” و “رجل المطر وأضاف دوامي في ورقة تقديمه أن الكاتب ألقى الضوء على الكثير من الأمراض، مقدما حقائق علمية وطبية صادقة عن المرض وطرق علاجه، وهو في ذات الوقت يقدم ثقافة الوعي بأمراض تشكل طابوهات كالسيدا والتوحد ..، مما يفتح شهية القارئ والمتلقي لمشاهدة عينة من الأفلام الجديرة بالمتابعة للوقوف على الجرعة التي وظفها المخرجون لمعالجة مجموعة من الظواهر الاجتماعية بحثا عن المتعة والأمل في الحياة. ومن جهته أبرز الناقد السنيمائي نورالدين بوخصيبي، دور الكاتب في نشر ثقافة الوعي بخطورة الأمراض والوقاية منها، وألح على ضرورة قراءة هذا العمل الأدبي المتميز لغاية مفيدة. واختتم اللقاء بفتح هامش من المناقشة على ضوء ما جاء في قراءة وتقديم الأستاذين دوامي وبوخصيبي، من طرف المثقفين الذين تابعوا اللقاء، أملا في الإفادة والإستفادة، في وقت أنار فيه الكاتب بعض الجوانب من مؤلفه ردا على تساؤلات المتدخلين.