قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، هشام المؤدب (الصورة)، أن الأحداث التي وقعت عقب انتهاء المباراة الوداد البيضاوي والترجي التونسي يوم السبت الماضي وما تخللها من "عنف وشغب تسببت فيهما مجموعة صغيرة من الجمهور المغربي، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر على العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين". وأكد المسؤول التونسي في هذا الصدد أن بلاده "تكن كامل الود والاحترام والتقدير للشعب المغربي الشقيق" جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الدوري، الذي عقد اليوم، بمقر الوزارة الأولى بالعاصمة التونسية، ممثلا وزارتي الداخلية والعدل التونسيتين والذي تحدثا خلال عن الأحداث التي أعقبت مباراة الفريقين المغربي والتونسي بملعب رادس بتونس، والتي تعرض فيها أفراد الجمهور المغربي للتعنيف والاعتداء من قبل عناصر قوات الأمن التونسية. وبعد أن أشار المؤدب إلى أن قوات الأمن التونسية تلقت تعليمات صارمة بعدم الرد على "استفزازات ومناوشات" الجمهور، أوضح أنه على الرغم من بعض الأعمال الصادرة عن المشجعين المغاربة خلال سير أطوار المباراة، من قبيل "إلقاء القنينات والشماريخ وسط الملعب والتلفظ بعبارات نابية، فإن قوات الأمن حاولت تهدئة الموقف". وأضاف أنه بعد انتهاء المباراة، هب الجمهور المغربي محاولا النزول إلى الطابق السفلي من المدرج للالتحام مع الجمهور التونسي، وهو ما دفع قوات الأمن إلى إقامة حاجز بشري لمنعهم من ذلك، مشيرا إلى أنه أمام الاندفاع القوي للجمهور المغربي "اضطر أعوان الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع"، وقال إن عددا من عناصر الأمن أصيبوا بجراح متفاوتة من بينهم ضابط برتبة عقيد أصيب بكسر في فخده جراء سقوطه من أعلى، ما زال يعالج في المستشفى العسكري، بالإضافة إلى شخص مغربي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج وغادر في نفس اليوم. وأوضح أنه في اليوم الموالي، بمطار قرطاج، قامت مجموعة من بين نحو 150 من المشجعين المغاربة، كانوا بقاعة الترحيل في انتظار الصعود إلى الطائرة التي ستقلهم إلى الدارالبيضاء، ب`"أعمال شغب وشجار في ما بينهم، بالإضافة إلى ترديد شعارات استفزازية تمجد رموز النظام التونسي السابق". وأضاف أنه لدى محاولة أعوان الأمن "صدهم عن ذلك وفرض الهدوء ردوا عليهم بكلام ناب واعتدوا عليهم بالضرب مما تسبب في إصابة البعض منهم، بالإضافة إلى عاملة نظافة وموظفين إثنين يعملان بالخطوط التونسية، وتكسير معدات وكراسي وأجهزة معلوماتية". وأشار إلى أن أنه تم إيقاف 13 شخصا، من بينهم قاصران أطلق سراحهما وأحيل 11 على النيابة العامة للتحقيق معهم. وتحدث في نفس الموضوع ممثل وزارة العدل التونسية، كاظم زين العابدين، حيث أشار إلى أن الشبان المغاربة ال` 11 أحيلوا أمس على المحكمة بعد تكييف الوقائع المتمثلة في "الاعتداء على موظف عمومي أثناء مباشرته لمهامه والتكسير والإضرار بملك الغير"، مشيرا إلى أن قيمة ما تم إتلافه من معدات وأجهزة يقدر ب` 5000 دينار( نحو 3570 دولار). وقال إن المحكمة قررت إطلاق سراح إثنين من المتهمين وإيداع 9 الباقين السجن إلى غاية 21 نوفمبر الجاري للحكم عليهم. يذكر أن المصالح القنصلية المغربية بتونس قامت اليوم بتسفير الشابين اللذين أفرج عنهما إلى المغرب على متن الخطوط المغربية.